رواية ثلاثية غرناطة اصدار 1994
تأليف د رضوى عاشور استاذة الأدب توفت 2014 مصرية - فلسطينية
العمل كمشروع ادبي يعتبر جيد جدا يشعر بقيمته من يقرأ في التاريخ .. وهو عمل صعب يحتاج مجهود .. لأنه عمل مبني
على أركان مختلفة انصهرت معا كانها وحدة ..جانب تاريخي وهو متشعب ..معرفة بالاحداث
كاماكن وكازمنة وربط الازمنة باعمار الشخصيات وتفصيل الشخصيات لتناسب التفاصيل
وتتابعها ..تطلب زيارة للاماكن .. فمستحيل يكون هذا الوصف للازقة والمشرفيات
والدور وطبيعتها المعمارية وتقاطعات الاحياء .. مستحيل يكون ذلك من وحي الخيال
فلابد أديب يقف أمام الزقاق ويدون ما يراه بحسه الادبي .. وصف الشخصيات او رسمها
جيد جدا وكأنها شخصيات حقيقية تم اسقاطها الى الرواية فالروائية عموما تجيد الوصف
.. وتفصيل الشخصيات ووصف كل شخصية فالشخصيات مفصلة مهارة ادبية .. افلعمل كله تطلب
تصميم هندسي قبل البدء وتحويله لعمل روائي .. بالنسبة للغة المستخدمة باستثناء
استخدامها للعامية المصرية التي ليس لها علاقة اطلاقا بالعامية الاندلسية
فللاندلسيين لغة عربية قريبة من المغاربية ... ولم تذكر الروائية اللغةالجديدة
الخاصة التي كانت حصيلة تزاوج العربية بالقشتالية او تحايل الموريسكيين للابقاء
على العربية ولو بشكل ما قشتالي .. ووجود مصطلحات غريبة قد تكون غير ذلك لمن يجيد
الفصحى ... عدا ذلك اللغة جميلة وفصحى والاسلوب كله ادبي نثري وليس مجرد سرد لقصة
.. فالعمل تاريخي تأريخي وفلسفي وأدبي .. لذلك فالمعتاد على نمط الرويات العادية
سيبحث عن شيء لن يجده اولن يكفيه حبكة الرواية والرواية هنا حبكتها في تتابع
الاجيال وتغير الاحوال والمصائر .. والقارئ للتاريخ سيظل يتابع وبتابع ويذهب ليدقق
فامامه عمل كثير ليتابعه وهذه قوة للروائية .
فلا تنسى ان القصة حقيقية وتحكي ملحمة
انسانية حقيقية من افظع ما يكون وقد ذكرت معظم عناصر الملحمة منذ السقوط ببراعة
ولم اشعر بانفصال عن جو الرواية واحداثها .. وانا احببت بعض الشخصيات جدا وتعاطفت
معها مثل أم جعفر ومريمة
..
يؤخذ عليها نقطتان الاولى النهايات
الالحادية للابطال أسئلة وجودية بدون اجابات بشكل اوضح نهاية أبو جعفر بعد تعذيب
وتنصير الفارس المجاهد حامد الثغري وحرق الكتب في الميادين .. يأس من رحمة الله
ومات ودفن على الشريعة جميل ولكن هو قد كفر من كل نماذج النضال كان يمكن تجاوز هذا
الخيال الى فكرة بعيدة عن العقيدة خصوصا ان مضرب المثل في تلك الملحمة المروعة هو
التمسك بالعقيدة وآخرون التمسك بالعقيدة والأرض معا .. ونهاية حفيدته التي عاشت تشك في وجود الله
وجدوى الحياة وتسأل أس~لة فلسفية وجودية ولم تجيب عليها مع انها قارئة وقرأت حي بن
يقظان والاجابات موجودة عند فلاسفة هذا العصر وما قبله في الاندلس او عند فلاسفة
الشرق عموما هي صنعت شخصية شاكة غير مؤمنة ولما ؟
الثانية هي الجنس الغير مبرر ولا مطلوب اصلا .والاسترسال
في وصف الاجسام والعلاقات كان سيء جدا وصادم
.. وان حذف لن يؤثر على جمال الرواية بل تكون متناسقة مع موضوعها وقيمتها
وتكون اجمل وأقوى وأكثر قبولا .. ومع ذلك قد نتفهم ايحاء ما كرمز لرسالة أعمق يعرض بشكل أدبي دون
تفصيل فج فتصل الرسالة دون مشاكل أخرى
والمطلوب هو وصول الرسالة وأقصد الفتاة مكشوفة الشعر مقطعة الثياب التي ظهرت كطيف
فار يجري هاربا او مستغيثا أمام ابو جعفر فهي غرناطة تجري عارية او تعرت بعد فقدان
الاهل والسند فلم يبقى لها أحد مستضعفة فعروها ويحاولون النيل من شرفها وها هي تفر
لتصون اخر ما تبقى .. ومشاهد بنات العرب في بيت المومسات ولا ادري كيف يكون بيت
مومسات في مجتمع كاثوليكي متعصب يحرق البشر بالامر بسبب خطيئة ولكن هذا رمز لمدى
الاسى والذل والقهر الذى وصل اليه حال المورسكيين .. اما ما عدا ذلك فهو مصطنع
وغير مبرر وغير مقبول ويسيء للرواية وموضوعها
المهم ويجعلها حكرا على بعض الايديويوجيات .. فهي تعتبر استراحت جنسية لرواية
تاريخية تتكلمعن مأساة انسانية اسلامية عربية .. فلما أفسدت تلك الرسالة بتلك
الاستراحات الجنسية ؟
ولولا هذا الحشو الجنسي لرشحت الرواية لتكون مرجع تعليمي
.. ولأسف لا تصلح للانها ستفسد من جانب ما اردنا ان نصلحه بها .. وبالتالي تحول
العمل من قيمته الفوق ادبية الي مجرد عمل ادبي روائي وفقط .. فليبقى بين محبي
الادب ويبتعد عن اي قيمة اخرى
..
وأخيرا والخلاصة أن للمؤلفة أيديولوجية وموقف عصري من
قضايا العصر اسقطتها على رواية تاريخية ففي نفسها أشياء وآراء قالتها رمزا في
صناعتها لأبطال الرواية .. أحداثها
الموازية لتاريخ الموريسكيين في غرناطة ....