Friday, February 21, 2020

تلخيص كتاب دولة الاسلام في الأندلس من الفتح حتى الى نهاية الدولة العامرية








تأليف محمد عبد الله عنان 

(7 يوليو 1896 ـ 20 يناير 1986) مؤرخ مصري موسوعي ، اشتهر بوجه خاص بأبحاثه ومؤلفاته وتحقيقاته في مجال الدراسات الأندلسية.


ولد في قرية بشلا مركز ميت غمر بالدقهليَّة من أسرةٍ ترجع أصولها إلى السادة العنانيَّة، الذين ينتسبون إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وبدأ تعليمه في كتَّاب القريَّة، وبعد انتقال الأسرة إلى القاهرة واصل تعليمه حتى حصل على البكالوريا من المدرسة الخديويَّة بالقاهرة عام 1914م، ثم نال شهادة الحقوق الإجازة من مدرسة الحقوق السلطانيَّة عام 1918م.
وقد عمل بالمحاماة والصحافة منذ بدايته، إلى أن التحق بالوظيفة الحكوميَّة في عام 1935م، وظلَّ بها إلى أن أُحيل إلى المعاش في عام 1955م  .


مؤلفاته

تاريخ دولة الإسلام في الاندلس : 

الجزء الأولمن الفتح إلى بداية عهد الناصر صدر عام 1943م.
الجزء الثانيالخلافة الأموية والدولة العامرية.
الجزء الثالثدولة الطوائف منذ قيامها حتى الفتح المرابطي صدرت طبعته الأولى عام 1960م.
الجزء الرابععصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية صدر عام 1963م.
الجزء الخامسعصر الموحدين صدر عام 1964م.
الجزء السادسعصر الموحدين وانهيار الأندلس الكبرى.
الجزء السابعنهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصِّرين صدرت طبعته الأولى في الأصل عام 1949، وصدرت طبعته الثانية عام 1958، وصدرت الثالثة عام 1966.
الجزء الثامن من الموسوعة كتاب الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال -الذي صدر في طبعته الأولى عام 1956م-.

كتاب ثلثا قرن من الزمان ، صدر بعد وفاته في عام 1988م سرد فيه سيرته
كتاب الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية ، كتاب مصر الإسلامية وتاريخ الخطط المصرية ، وكتاب مؤرخو مصر الإسلامية ومصادر التاريخ المصري
كتاب المذاهب الاجتماعية الحديثة
في الأدب كتاب المآسي والصور والغوامض ،
 كتاب مأساة مايرلنج أصدر باللغتين العربيَّة والإنجليزيَّة.
وترجم بعض الكتب الاخرى



عدد الصفحات 775

   يرسم الكاتب على صفحات كتابه بترتيب يتناول جوانب كل عصر فيبدأ بالاحداث العسكرية والسياسية من غزو وفتح و ثورات ثم يتوقف ليفصل تاريخ بعض الشخصيات او الاعراق او البلدان المؤثرة في الاحداث من عرب او بربر او اسبان او فرنج ..وغير ذلك .. ثم يتناول سمات العصر واعمال الامير من اعمال تنظيم الدولة وعمران ونفقات وحواضره وعلماؤه وشعراؤه وادباؤه والى ذلك و نظم الادارة  .. فتجد الاحداث متتابعة مسترسلة في مقام وتكتمل في مقام اخر يلخص في بدايته كل ما يرتبط بهذا المقام وان بدا كتكرار إلا أنه ليس بالتكرار الممل بل يخدم تصميم المحتوى  ويساعد في الاستحضار واستجماع الأحداث ويعتبر ملخص وجيز ورائع كذلك  .. وتجده مرجع متكامل قلما تتركه لتبحث خارجه حول معلومة ذكرت اذ تجده قد اوجزها لك في جزء مخصص .. والمجهود المبذول في التحقيق كبير جدا  من مراجع عربية  وأجنبية ووثائق تاريخية وزيارات للاماكن التاريخية  ... الكتاب أو تلك الاجزاء التي سيتم تلخيصها ان شاء  الله باختصار أفضل ما كتب عن الاندلس  ..


تتكون دولة الاسلام في الاندلس من الفترات التالية :  

عصر الولاة الامويين 46 عاما ..  ويشمل 21 واليا منهم من تولى مؤقتا لشهور حتى يأتي خطاب الخليفة ويشمل الفاتح  وهما ( طارق بن زياد وموسى بن نصير) / عصر الامارة المستقلة يوسف الفهري هو آخر الولاة العشرين في عهده سقطت دولة الخلافة الأموية في الشرق  / عصر الامارة الاموية اي 7 أمراء / عصر الخلافة الاموية أي 9 خلفاء اي 2+7  / عصر الدولة العامرية أي 3 ملوك / عصر ملوك الطوائف بني عباد وبني الأفطس وبني هود وغيرهم / عصر دولة المرابطين / عصر دولة الموحدين / عصر بني الأحمر النصيريين ومملكة غرناطة / زوال الدولة الإسلامية بسقوط غرناطة وعصر المروسكيين اي المتنصرين والاضطهاد ومحاكم التفتيش / ازدال الستار وصوت الموج .

عصر الولاة يشمل 
موسى بن نصير  
عبد العزيز بن موسى بن نصير
ايوب بن حبيب اللخمي
الحر بن عبد الرحمن الثقفي
السمح بن مالك الخولاني في 100 هج
عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي 721 م – 102 هج
عنبسة بن سحيم الكلبي اي عادت الاندلس تتبع افريقية / قدم عنبسة في 103 /
/فتلاه على ولاية الاندلس 7 ولاة  خلال 5 سنوات هم 
 عزرة بن عبد الله الفهري تولى مؤقتا بعد مقتله /
 ثم يحيي بن سلمة الكلبي فبقى 2.5 عام /
 ثم في 110 عثمان بن ابي نسعة الخثعمي ولاة
ثم بعد 6 اشهر حذيفة بن الاحوص القيسي
/ ثم في 111 الهيثم بن عبيد الكلبي او الكناني.. مات بعد ان حكم عامين
واختاروا مكانه مؤقتا محمد بن عبد الله الاشجعي /
حتى ارسل لهم عبد الله بن عبد الرحمن الغافقي في 113 فكانت هذه ولايته الثانية
عبد الملك بن قطن الفهري واليا على الاندلس فعبر في جيش من افريقية في 114
عقبة بن الحجاج السلولي
عبد الملك بن قطن الفهري
بلج بن بشر 133
ابو الخطار حسام بن ضرار الكلبي
ثوابة بن سلامة الجزامي على الاندلس وهو من اليمنية
يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب الفهري



خلفاء بني امية في دولتهم بالشرق   14 خليفة على مدار  92 عام 

معاوية بن ابي سفيان بن حرب بن أمية من 41-661 : 60-680 وتلك الفترة حكم منفردا اي بعد مقتل امير المؤمنين عليا ثم تنازل الحسن / يزيد بن معاوية من 60-680 : 64-683 / معاوية بن يزيد بن معاوية 64 ترك الخلافة زهدا / مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية من 64 : 65 / عبد الملك بن مروان من 65-685 : 86-705 / الوليد بن عبد الملك بن مروان 68-705 : 96-715 / سليمان بن عبد الملك من 96 - 715 : 99-717 / عمر بن عبد العزيز بن مروان من 99-717 : 101-720 / يزيد بن عبد الملك بن مروان من 101 - 720 : 105-724 / هشام بن عبد الملك بن مروان من 105-724 : 125-743 / الوليد بن يزيد بن عبد الملك 125 : 126 / يزيد بن الوليد بن عبد الملك 126 / ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك 126 : 127 / مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن امية من 127- 744 : 132-750 هزم على يد العباسيين في معركة الزاب وفر وقتل في غربته وانتهت دولة بني امية او بني مروان في الشرق / فبدأت الدولة المروانية بمروان وانتهت بمروان .






خلفاء وأمراء بني امية أو بشكل أدق بني مروان في دولتهم بالغرب أي في الأندلس  16 أي  7 أمراء +9 خلفاء على مدار  284 عام ..
عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك او عبد الرحمن الداخل من 138 الى 172 / هشام بن عبد الرحمن  تولى وهو في ال 33 من 172-788 الى 180-796  / تولى الحكم بن هشام وهو في ال 26 من 180 الى 206- 822 / تولى عبد الرحمن بن الحكم او عبد الرحمن الاوسط ويكنى ابا المطرف وهو في ال 31 من 206 الى 238 - 852  / تولى محمد بن عبد الرحمن وهو في ال 31 من 238 الى  273 -886 / تولى المنذر بن محمد وهو في ال 44 من 273 الى 275 / تولى عبد الله بن بن محمد وهو في ال 46 من 275 الى 300-912 /

بداية عصر الخلافة 
 فتولى حفيده عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ويكنى عبد الرحمن الثالث او الناصر وهو في ال23  من 300 الى 350-961 / الحكم المستنصر  بن عبد الرحمن الناصر تولى وهو في 48 من 350 : 366 - 976 / الى هنا تنتهي عمليا دولة المروانيين ولكن نظريا استمرت  لسنوات أخرى بشكل اسمي فقط  :

هشام المؤيد  بالله بن المستنصر تولى ثلاث مرات مرتان هو بلحمه ودمه ومرة استخدموا شبيه له  ، الاولى بعد وفاة المستنصر في   366 حتى  399 ، والثانية في 8 ذي الحجة 400  بعد قتل المهدي في خلافته الثانية  ، والثالثة عين بن عباد في اشبيليه  شبيه له أيام دول الطوائف في .


المهدي محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر مرتان الاولى في  17 جمادي الاخر 399  بعد عزله لهشام المؤيد ، والثانية في  منتصف شوال 400 ، بعد عزله لسليمان  المستعين في خلافته الاولى .

سليمان بن هشام بن عبد الرحمن الناصر المستعين بالله مرتان الاولى  400 بعد عزله للمهدي ، والثانية في 26 شوال  403 بعد عزله لهشام المؤيد  في خلافته الثانية . فاستمر سليمان المستعين حتى قتله بني حمود البربر في 407 ..وانفردوا بالخلافة  يتنافسونها .

 خرج على البربر بعض العامرين والاموين واختاروا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر ولقبوه بالمرتضى ولكنه قتل أثناء قتال بني حمود .

عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر في رمضان 414 -1023 وكان في ال23 ولقب بالمستظهر .

محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر ولقب بالمستكفي بالله في 3 ذي القعدة 414 .

هشام بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر وهو اخو المرتضى فبويع بالخلافة ولقب ب المعتد بالله في ذي القعدة 418 حتى 422 هجرية حيث ثار عليه أهل قرطبة وخلعوه وطردوا كل ما تبق من بني أمية من قرطبة .

أي 7 أمراء  شهدت الدولة قوة في بناء وحدتها ومنعتها وهيبتها ومن هؤلاء الامراء الاقوياء صقر قريش عبد الرحمن الأول - وابنه هشام - وغيرهم - ثم 9 خلفاء منهم 2 شهدوا ربيع الدول الإسلامية في الأندلس هما الناصر والمستنصر والثالث هشام المؤيد كان خليفة اسما وامتد الربيع طوال فترته على يد محمد ابن أبي عامر ثم ولده عبد الملك ثم بدء الانهيار في عهد  ولده الثاني عبد الرحمن بن ابي عامر المشهور بشانجه .

التالي هو ملخص دولة الاسلام في الاندلس بدءا من الفتح وحتى بداية ممالك الطوائف وفي موضوع آخر سيتم تناول مظاهر الحياة العلمية والدينية والمعمارية والاقتصادية ..



عصر الولاة 22:138- 643:755 ولاة بني امية على الاندلس  :

 فتح عمرو بن العاص برقة بعد مصر بعامين اي في 22 ثم حاول فتح طرابلس بعدها / في عهد امير المؤمنين عثمان بن عفان تولى عبد الله بن سعد بن ابي سرح مصر ولاية مصر وافريقية تتبعها فولى عقبة بن نافع برقة وفي 27 خرج جيش من 27 الف  فقصدوا طرابلس فقابلهم جيش من الروم قوامه 120 الف  فانتصر المسلمون وفتحوا سبيطلة وغيرها وعادوا الى مصر/  وبعد مقتل سيدنا عثمان في 35 انشغل المسلمون بحرب علي ومعاويةرضي الله عنهما فعادت سيطرة الروم على المناطق المفتوحة / وفي عام 45 اي بعد انفراد معاوية بالخلافة ب 5 سنوات سار معاوية بن حديج التجيبي - بضم الحاء - الى افريقية وهزم الروم عند حصن الاجم كما افتتحت الكثير من الحصون منها افتتح عبد الله بن الزبير سوسة وافتتح عبد الملك بن مروان حصن جالولاء

في 50 ولي عقبة بن نافع الفهري ولاية افريقية وسار بجيشه من برقة فهزم الروم في مواقع كثيرة حتى وصل المغرب الاقصى وبنى مدينة القيروان لتكون  عاصمة لافريقية والمغرب ..ولما ولى معاوية مسلمة بن مخلد ولاية مصر والمغرب عزل عقبة وولى على المغرب ابا المهاجر الانصاري .. ولما تولى يزيد الخلافة عام 60 اعاد عقبة عام 62 .. فاكمل عقبة فتوحاته حتى ساحل المحيط الاطلنطي / 62 ثار البربر بقيادة كسيلة بن لمزم وجيشوا وهجموا على جيش عقبة فهزموا المسلمين وقتل عقبة وفتحوا القيروان وتراجع المسلمين حتى برقة / في 65 تولى الخلافة عبد الملك بن مروان فولى زهير بن قيس البلوري وامده بجيش في 69 هزم البربر وقتل كسيلة واستعادوا ما فقد لولا هجوم الروم بسفنهم فهزموا المسلمين وقتل زهير وفقدت افريقية مرة ثالثة /وذلك في ظل انشغال  عبد الملك في قتال بن الزبير فلما انتهت الحرب بمقتل بن الزبير / ولى حسان بن النعمان الغسائي وجهزه بجيش كبير  في 73 لكن هزم من حلف من الروم البيزنط والقوط الاسبان فامده بجيش اخر ودارت معارك هزم فيه الحلفاء وخضعت افريقية والمغرب كله للمسلمين /

تلتها 5 اعوام سيطر البربر الذين تجمعوا في الجبال بقيادة  الكاهنة فهزموا المسلمين وسيطروا على المغرب وافريقية/ في 79 امد عبد الملك حسان بجيش سار به فلم يصمد امامه احد واخضع الكاهنة ودخل في امانه البربر فاستخلف ابن الكاهنة على جبال اوراس وعاد للقيروان وخضعت المغرب وافريقية  / في 86 تولى الوليد بن عبد الملك فعين على مصر عبد الله بن مروان الذي عين بدوره على افريقية موسى بن نصير اللخمي عام 89 / وحينها قد ثار البربر مرة اخرى فقاتلهم موسى فاخضع كل قبائل البربر ووصل حتى طنجة وولى عليها طارق زياد الليثي ودخل في جيوش المسلمين الكثير من البربر / ثم بنى دار صناعة السفن وابحرت السفن لفتح جزر البليار او الجزائر الشرقية عام 710 وكانت تتبع القوط الاسبان/ ثم توجه الى اخر معقل في المغرب هو سبته وكان يتبع احد زعماء القوط يوليان /

  ومن ورائه فتح اسبانيا وهي حينها كانت تتبع القوط منذ 3 قرون  عندما اخذوها وفرنسا - غاليس- من الرومان لكن طردهم الفرنج عن فرنسا وبقت لهم اسبانيا وعاصمتهم طليطلة والقوط هم احد القبائل الجرمانية التي اسقطت  الامبراطورية الرومانية الغربية / حاصر المسلمون سبته من البحر وهاجموا اسبانيا بحرا من الجنوب فانتصر القوط في 708 / وانتهز اهل اسبانيا تلك القلاقل فثاروا على ملكهم وتيزا ولم تكن اول ثوراتهم ضد الاضطهاد والفقر وقاد تلك الثورة رودريك بن تيودوفرد او رذريق او لذريق نتيجة ثأر قديم ضد وتيزا  فدارت حرب اهلية استمرت بعد موت وتيزا حتى خضعت اسبانيا لرودريك وفر خصومه /



واستقر الخصوم ويوليان على التحالف مع الفاتحين العرب لاستعادة اسبانيا من رودريك. بدافع السياسة ويقال ان رودريك اغتصب ابنة ليوليان / واتفق يوليان مع موسى على دعم المسلمين بالسفن والمال فامر الخليفة ان يختبر تلك الارض ..  فارسل موسى حملة من 500 فارس بقيادة طريف من مالك في 710 م -91 هج .. فعبر وغنم ورأي الاراضي الخصبة والشعب المرحب /

عبر الى اسبانيا جيش من العرب والبربر من 7 الاف مقاتل بقيادة طارق بن زياد ومعهم يوليان دليلا فوطات اقدامهم الصخرة التي سميت جبل طارق في الاثنين  5 رجب 92 .

هزموا القوط في معارك صغيرة على مدار اختراقهم للاندلس وتوحد القوط المختلفين في مواجهة طارق بقيادة ردريك فحشدوا قرابة 100 الف في مقابل 12 الف بعدما امدهم موسى ب 5 الاف. ونشبت معركة شذونة بوادي لكه بالقرب من مدينة شريش و شذونة على ضفاف نهر برباتي في 28 رمضان 92 -711  .. استمرت المعركة 7 ايام 3 معارك بسيطة و 4 ايام معارك طاحنة انتصر المسلمون وتشتت القوط وغرق ردريك / وهزمهم في موقعة اخرى ونشر حملاته لحصار وفتح المدن وفي عام واحد وصلت فتوحاته الى المحيط شمالا عند ثغر خيخون عند خليج بسكونية فتوقف عند ذلك بامر موسى بن نصير/في رمضان 93-712 عبر موسى الى الاندلس في جيش من 18 الف من البربر والعرب







   فاتم الكثير من الفتوحات منها اشبيلية حتى لاقى طارق قرب طليطلة فاهان موسى طارق قيل لتوغله في الفتح دون أذن وسجنه المهم عفا عنه بعد ذلك بامر الخليفة ورد الى منصبه وتوجها معا لافتتاح ما بقي من اسبانيا فتوجها شمال شرق ففتحا الثغر الاعلى ولاية اراجون وافتتحا كل ما قابلهما مثل سراقسطة وبرشلونة وتفرقا فاتجه طارق غربا فوصل جليقية وموسى شمالا فدخل ارض الفرنج حتى ليون /

واعد موسى خطة لغزو كل اوروبا والوصول الى دمشق عن طريق اوروبا الى اسيا الى القسطنطينية ولكن ارسل الخليفة يامر بالتوقف ومثول موسى وطارق امام الخليفة في الحال فاطاعا .. ادى ذلك القرار وان كان له مبررات عند الخليفة البعيد جدا في دمشق الى امران خطيران خسارة هذان القائدان ومشروعهما في وقت وصلت القوة لاقصاها والخيول مستنفرة والعدو منهزم والثاني التوقف عن ابادة القوة المتبقية من القوط التي لاذت بجبال جليقية وهي وقتها من الضعف فكانت تلك الفلول هي نواة  الممالك النصرانية فيما بعد / 






عاد موسى في 715 واستخلف اولاده عبد العزيز على اشبيلية عاصمة الاندلس الجديدة - عبد الملك على المغرب الاقصى - و عبد الله على افريقية / مات الوليد وتولى اخاه سليمان الخلافة فاستقبل سليمان موسى بالتنكيل فسجنه وكال له التهم حتى عفا عنه وقيل مات موسى وهو في طريق الحج مع سليمان في 97 او 99 / اما طارق فمجهول مصيره لكن يعتقد انه احسن اليه لكن لم يولى شيء اما يوليان فقيل حكم سبته وبقى نصرانيا ودخل عقبه الاسلام وقيل قتل في معركة ضد القوط / فنظمت الاندلس اداريا واجتماعيا وامن الكل لكن الاجواء كانت متوترة بالعداء

  القديم والتنافس بين العرب مضرية ويمنية وبين العرب والبربر /انحرف سلوك عبد العزيز بن موسى بن نصير  بعدما تزوج نصرانية فقتل في 97 -716 على يد جنده بقيادة الوزير حبيب بن ابي عبدة الفهري او هكذا ادعوا كي ينتزعوا منه الإمارة .. واعفي اخوه عبد الله بن موسى من ولاية افريقية وعين الخليفة محمد بن يزيد على افريقية ووقتها الاندلس احد ولاياتها / اختار الزعماء ايوب بن حبيب اللخمي على الاندلس الذي نقل العاصمة الى قرطبة /  ..

بعد 6 اشهر اقاله بن يزيد وولى الحر بن عبد الرحمن الثقفي الذي عمل على قمع الفتن بشدة واستعاد المدن التي استردها القوط بعد توقف الفتح ثم عزله الخليفة عمر بن عبد العزيز في 100 بسبب كثرة الفتن وشدة بطشه / جعل عمر الاندلس ولاية منفصلة وولى عليها السمح بن مالك الخولاني فاحسن ادارتها وقاد حملة فى720 -101 لتوطيد طاعة الخلافة في الولايات الجبلية والشمالية فاجتاح كل قواعد سبتمانيا واخضعها للخلافة ونظم شؤونها ثم غزا اكوتين عاصمة مملكة الفرنج الجنوبية وعندما توجه الى تولوز  خرج اليه حاكم اكوتين الدوق اودو اقوى امراء الفرنج في جيش كبير فدارت معارك كبيرة هزم المسلمون وقتل السمح في 721/ اي في خلافة يزيد بن عبد الملك فاختار الجيش عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي والي للاندلس مؤقتا فضبط الامور حتى  ارسل اليهم والي افريقية بشر بن صفوان الكلبي واليا للاندلس هو عنبسة بن سحيم الكلبي اي عادت الاندلس تتبع افريقية / قدم عنبسة في 103 /

فنظم احوالها وجيشها وعبر جبال البرنيه في 105-704 وحقق انتصارات وفرض هيبة الخلافة في جنوب فرنسا لشجاعته و حسن معاملته السكان ولكن في 107 اثناء عودته بجزء من قواته فاجأه جيش الفرنج قبل ان يلحق بجيشه فقتل وهزم المسلمون وارتدوا  / فتلاه على ولاية الاندلس 6 ولاة خلال 5 سنوات هم   عزرة بن عبد الله الفهري تولى مؤقتا بعد مقتله / ثم يحيي بن سلمة الكلبي فبقى 2.5 عام / ثم في 110 عثمان بن ابي نسعة الخثعمي ولاة والي افريقية الجديد  عبيدة بن عبد الرحمن السلمي /

ثم بعد 6 اشهر حذيفة بن الاحوص القيسي / ثم في 111 الهيثم بن عبيد الكلبي او الكناني وكانت البلاد غير مستقرة تمرد العرب اليمنية وتمرد البربر وتجمع القوط في المناطق الشمالية ولكنه اخضع الثورة نوعا ما واستكمل الغزو في شمال الاندلس وفي جنوب فرنسا .. مات بعد ان حكم عامين واختاروا مكانه مؤقتا محمد بن عبد الله الاشجعي /حتى ارسل لهم عبد الله بن عبد الرحمن الغافقي في 113 فكانت هذه ولايته الثانية

فوحد الفرقاء ونظم الجيش واخمد ثورة منوسة وقتله ..فمنوسة يعتقد انه زعيم بربري حالف الدوق اودو واستقل بولايته في الشمال عند جبال البرنيه / في هذا الوقت كان يواجه حدود الاندلس 3 ممالك مملكة القوط هم بقايا الاسبان الذين تحصنوا بالجبال ومملكة الفرنج بقيادة اودو في اكوتين جنوب فرنسا وهي منشقة عن المملكة الام في شمالها اي الفرنج بقيادة كارل مارتل محافظ قصر الملك تيودريك الرابع فكان فريقا الفرنج في عداء /


نكبة بلاط الشهداء 
في 732-114 خرج الغافقي لغزو فرنسا باكبر جيش مسلم حشد في الاندلس يعتقد اكبر من 100 الف فاستولى على اكوتين كلها ووصل حتى باصص تبعد 100 ميل عن باريس وفتح نصف فرنسا الجنوبي كله وكثرة الغنائم حتى قيل خلت فرنسا من خيراتها فكثر الاهتمام بها وفي الجيش رغبة من البربر في الانسحاب بما غنموا وكان يراقب كل ذلك كارل مارتل فحشد جيش اكبر وفاجأ المسلمون عند السهل بين مدينتي بواتييه وتور وتلاقى الفريقان ودارت معارك  8  ايام وفي اليوم 9 و 10 دارت معركة عامة طاحنة كان النصر للمسلمين لولا ان اشيع وصول الفرنج للغنائم فارتدت قوة كبيرة للخلف لحمايتها فوثب الفرنج وثبة واحدة على المسلمين فاكثروا القتل فيهم وقتل الخافقي ولكن ثبت المسلمون حتى الليل فافترق الخصمان دون منتصر ومهزوم  وانسحب المسلمون ولم يجرؤ العدو على مطاردتهم وبذلك توقف الفتح في فرنسا وخسر المسلمون الاف الشهداء فسميت بلاط الشهداء وكل ذلك في عهد هشام بن عبد الملك بن مروان 105:125 / كانت نكبة كبيرة ولكن مازال للمسلمين جيش قوي ومواقع محصنة داخل غاليس /






بعد هذه الضربة القوية ارسل الخليفة عبد الملك بن قطن الفهري واليا على الاندلس فعبر في جيش من افريقية في 114 فحاول ادارة الاندلس بالبطش و اخضاع الولايات الشمالية في بسكونيه واكوتين فلم يوفق فعزل/ وعين مكانه عقبة بن الحجاج السلولي ارسله والي افريقية عبيد الله بن الحبحاب فاحسن عقبة ادارتها ووحد شملها وقضى فترته كلها في غزو فرنسا والولايات الشمالية  في735 فارسل فارس الاندلس والي اربونة عبد الرحمن بن علقمة اللخمي ففتح الكثير من الاراضي فارسل كارل مارتل جيشان بقيادته هو واخيه فحاصروا اربونة وهزموا جيش ارسله اللخمي لنصرتها فقتلوا معظمه في 737-119 واستولوا على بعض اراضي سبتمانيا وعاد كارل مارتل الى بلاده لموت ملك الفرنج /فتلك كانت النكبة القوية الثانية والهزيمة الرابعة من الفرنج منذ الفتح منهم هزيمتان قبل نكبة بلاط الشهداء في معارك غير طويلة وغير حاسمة  كما ذكر قبلا .

في 738 خرج جيش مسلم بقيادة عقبة فاعاد فتح الكثير وعبر نهر الرون فخرج اليهم ثلاثة جيوش فرنجيه فرجع عقبة منسحبا وهاجمه في الطريق عصابات البسكونيين والقوط الحقوا به بعض الخسائر لكن عاد الجيش سالما  لكن استولى الفرنج على كل سبتمانيا تقريبا ما عدا اربونة121-739 / في 122 او 123 ثار اهل الاندلس على عقبة فاختاروا عبد الملك بن قطن الفهري وقتل عقبة / وفي تلك الاثناء كانت افريقية والمغرب الاقصى بالذات يعج بثورة البربر منذ 116 :123 فاتبعوا دعوة الخوارج من صفرية وغيرها وعينوا خليفة عليهم فخرج المغرب الاقصى من خلافة بني أمية وهزموا العرب في مواقع كثيرة حتى عزل هشام واليها عبيد الله بن الحبحاب وولى كلثوم بن عياض القشيري /

وفي اوائل 124-741  سار جيش ضخم من عرب الشام وجند مصر وافريقية فلقى جيش ضخم من البربر بقيادة خالد بن حميد الزناتي فهزم العرب هزيمة شديدة وقتل الكثير وفر القادة والاف الشاميين والمصريين الى سبتة .. وفي تلك الاثناء في 123 ثار البربر في ولايات الاندلس الشمالية وهزموا بن قطن فاستعان الاخير ببقايا جند الشام بسبته بقيادة بلج بن بشر على ان يرجعوا بعد اتمام اخضاع البربر فعبروا الى الاندلس وهزم العرب البربر في عدة معارك طاحنة واخضعوهم ولما طلب منهم الخروج من الاندلس رفض بلج وادعى  انه امير الاندلس بامر بن كلثوم وعاونه اليمنية على المضرية فقتلوا الفهري المضري وولوا بلج على الاندلس في 123 /

في 124 انقسم الاندلس الى بلدية وشامية فالشامية الدخلاء الجدد كما ذكر اعلاه والبلدية هم اهل الاندلس من العرب والبربر وفر اليهم ابناء بن قطن الى الشمال وانضم اليهم عبد الرحمن بن حبيب الفهري وعبد الرحمن بن علقمة اللخمي فارس الاندلس فكانوا جيش من 100  الف لاقوا جند الشام فقتلوا بلج لكن انتصر جند الشام وعينوا ثعلبة بن سلامة العاملي على الاندلس لكن ضاعت السلطة المركزية/وسيطر كل فريق على ما تحته من مناطق وتجددت المعرك انتصر البلدية ثم انتصر الشامية /  وكان عين هشام والي مصر حنظلة بن صفوان الكلبي واليا على افريقية فارسل للاندلس ابو الخطار حسام بن ضرار الكلبي فدخل قرطبة ونفى ثعلبة وفر بن حبيب الفهرى الى تونس وفرق جند الشام ومصر في انحاء متباعدة ودان الباقين

وفي 125 ارسل حنظلة جيش من 40  الف من جند مصر والشام وافريقية الى المغرب فهزم البربر في عدة معارك اهمها معركة حاسمة هزم جيش قوامة 300 الف من البربر وفي نفس العام مات الخليفة هشام بن عبد الملك/في 126 قتل خليفته الوليد بن يزيد / في 127  استولى عبد الرحمن بن حبيب الفهري على افريقية فاستقل بحكمها واعلن اتباع الخلافة اسما ثم اعترف بالعباسين لما غلبوا حتى قتل في 138 / كما تجددت الفتنة بين اليمنية والمضرية في الاندلس حيث مال ابو الخطار لقومه اليمنية وعنف زعيم من المضرية هو الصميل بن حاتم بن شمر الكلابي ابن زي جوشن فنادى الاخير بالقيسية فالتفوا حوله من كل الاندلس ومعهم اعداء ابو الخطار فالتقى الفريقان وهزم اليمنية وولى المضرية ثوابة بن سلامة الجزامي على الاندلس وهو من اليمنية وسجن ابو الخطار لكنه هرب

/ في 129 مات ثوابة فتجدد الخلاف لكنهم في النهاية ارتضوا بصديق الصميل وهو يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب الفهري المضري  واليا على الاندلس وهو   حفيد عقبة بن نافع و ابن او يقال ابن عم صاحب افريقية المذكور  على ان يتولى الحكم عام مضري وعام يمني فانفرد المضرين بالامر فنشات حرب طاحنة بينهما في 130-747 نفذت فيها السيوف و قتل خلق كثي حتى انتصر المضرية فانفرد يوسف بالحكم  وابعد الصميل بولاية سرقسطة/في 132 : 750 سقطت الخلافة الاموية/ 

وفي الاندلس ضربها القحط منذ 132 عامان كما استولى النصارى من قوط وفرنج على الولايات الشمالية و استقل كثير من الولاة بما تحت ايديهم رغم ان يوسف احسن ادارتها واخمد الثورات التي كانت تتجدد ثورة بعد ثورة هزم في بعضها لكنه عاد فاخمد كل الثورات ومنها استقلال فارس الاندلس  اللخمي باربونة فقتله غيلة فاخمد الثورات كلها لكن ما تحين الفرصة حتى يستقل الكثير ..وفي ظل هذا الحال استولى الفرنج على معظم سبتمانيا في فرنسا والاراضي الشمالية/  في ذلك الوقت 138 اتاهما اي الفهري وابن ذي جوشن نبأ نزول الامير الاموي عبد الرحمن بن معاوية الى جنوب الاندلس وقد التف البعض حوله فتجهزا لمواجهته/ اما اربونة فقد صمدت وحدها دون اي مغيث ضد غزو ملك الفرنج و القوط 4 اعوام حتى سقطت بالخديعة في 142-759 وفتكوا باهلها من المسلمين وخربوا المساجد وبذلك فقد المسلمون كل اراضيهم في جنوب فرنسا - غاليا او غاليس








عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن أمية .. عبر الى الاندلس في 138-755 وهو في 26 من عمره /من القابه عبد الرحمن الداخل لانه اول من دخلها من بني امية / عبد الرحمن الاول / صقر قريش اطلقه عليه ابو جعفر المنصور  / الاموي/ واواه شيخ موالي بني امية ابو عثمان عبيد الله بن عثمان وصهره  في حصن طرش وارسل من ينشر و يدعو للامير .. فالتف حوله الامويين و الشاميين ومن المضرية واليمنية وبايعة صاحب اشبيلية زعيم اليمنية ابو الصباح بن يحيي المحصبي ..ورفض الداخل عرض الفهري  بتزويجه من ابنته واقطاعة غرناطه فكانت الحرب بين انصار الداخل وانصار الفهري و الصميل / في 138 تحرك عبد الرحمن الداخل بانصاره الى قرطبة لمواجهة الفهري وانتصر الداخل وصلى الجمعة في قرطبة 10 ذي الحجة /  وبعدها دارت معركة اخرى انتهت بخضوع الفهري والصميل وعقد صلحا واخذت منهما الرهائن لكن نكث الفهري وهرب وحشد انصاره واستعد لقتال الاموي .. وهزم الفهري وفر مع بعض انصاره فقتلوه  وارسلوا راسه الى الاموي تقربا في 142 /  اما الصميل فتخلف عن الفهري وسجنه الاموي  وارسل اليه من قتله خنقا / ثم اخمد ثورة القاسم بن يوسف ورزق بن نعمان الغساني في اشبيلية/ ثم اخمد فيها ايضا ثورة عبد الغافر اليماني 144 / ثم اخمد في اشبيلية لثالث مرة ثورة حيوة بن ملامس الحضرمي /

ثم عمل على اخماد ثورة هشام بن عزرة الفهري في طليطلة/ في نفس الوقت 146 اعلن العلاء بن مغيث اليحصبي نفسه اميرا على الاندلس ورفع اعلام المسودة ودعى لابو جعفر المنصور العباسي فتحصن الاموي في قرمونة مدافعا حينا ثم هجم على اليحصبي فهزمه وقتل ومعه الالاف انتقاما / وبعدها في 147 اخمد ثورة طليطلة / في 148 اخمد ثورة سعيد المحصبي في لبلة وخرج في شذونة غياث بن علقمة اللخمي /و في 150 اخضع ثورة حليفه السابق ابو الصباح في اشبيلية /ثم جاءت ثورة رجل بربري يدعى شقنا او شقيا بن عبد الواحد ادعى نسبه بآل البيت واعلن الخروج وتحصن في شانت برية وجبالها واستعصى على الاموي 10 اعوام لم يهزم حتى قتله احد رجاله وارسل راسه للاموي في 160 وبذلك انتهت دعوته /
منذ عام 157-774 ثار الشمال بقيادة والي برشلونة سليمان بن يقظان الكلبي ووالي سرقسطة الحسين بن يحيي الانصاري وهو من نسل سعد بن عبادة زعيم الانصار وهزموا جيشا ارسله عبد الرحمن وقررا التحالف مع ملك الفرنج كارل الاكبر هو شارلمان / في 161-778 فشل تحالف ثوار الولايات الشمالية  مع شارلمان   فبعد ان استولى على كل مناطق المسلمين في فرنسا  وتوقف قتاله مع السكسون قرر ان يغزو اسبانيا بجيش ضخم فلبى دعوة ثوار الشمال ولكنه فشل في الاستيلاء على سرقسطة اذ كان من المتفق ان يسلمها له واليها الحسين بن يحيي الانصاري لكن الحسين تراجع في اخر لحظة وتحصن بها وقاوم كما جاءت شارلمان انباء بتأهب السكسون لغزو فرنسا فقرر العودة وفي طريق العودة واثناء عبروره ممرات الجبال الضيقة هاجم مؤخرة جيشه المسلمون والبشكنس النصارى فقتلوا الكثير من فرسانه الكبار وسلبوا معظم غنائمهم وحلت بجيش شارلمان نكبة فلم يستطيعوا القتال في هذا المكان الضيق وعرفت بموقعة رونسفال او باب شزروا

ثورة الصقلبي واعلان طاعته لبني العباس في مرسية بشرق الاندلس من 161:163 وهو عبد الرحمن بن حبيب الفهري يشبه الصقالبة في الشكل لكنه قريب لصاحب افريقية قريب يوسف الفهري.. تحالف الصقلبي مع بن يقظان واختلفا فتقاتلا فهزمه بن يقظان فعاد الى مرسية فارسل اليه الاموي قوات وقتلة بالتدبير او الاغتيال وانتهت ثورته في 163 /وفي 163 ايضا اخمد تدبير اثنان من بني امية هما ابن عمه عبد السلام بن يزيد بن هشام وابن اخيه عبيد الله بن ابان بن معاوية فقتلهما وعفى عن معاونهما عثمان شيخ موالي بني امية/  في 167-783 اخمدت ثورة سرقسطة وقتل الحسين ..والحسين كان قد قتل حليفه سليمان وسير اليه الاموي فهزمه واعطاه الامان ولما رجع عنها عاد لثورته فسار الاموي اليه وانتزع سرقسطة وقتل الحسين /
ثم غزا نافار  واثخن فيهم فكانت رسالة للنصارى بان قوة الدولة الاسلامية قد عادت /  بعدها عقد عبد الرحمن الداخل وشارلمان صلحا استمر حتى وفاة عبد الرحمن / بعدما عاد الى قرطبة اخمد مؤامرة ابن اخيه المغيرة بن الوليد بن معاوية وهزيل بن الصميل بن حاتم فقتلهما ونفى اخاه الوليد الى المغرب /ثم اخضع ثورة طليطلة منذ 167:169 حيث هرب اليها ابو الاسود محمد بن يوسف الفهري ثم اخيه ابو القاسم من بعده ودارت مواقع عديده انتهت بالخضوع وطلب الامان /ومات عبد الرحمن الداخل  في ربيع الآخر 172 - 787

وعبد الرحمن بن معاوية كان رجلا ذا همة وغاية عظيمة فحول الاندلس من ولايات وعصب وقبلية الى دولة موحدة  ولم يعدم وسيلة في سبيل ذلك فاستخدم السيف و السياسة وقتل حتى اقرب الناس اليه عندما بدر منهم الغدر والتآمر .. وكان متواضعا يصلي بالناس في الجمع والاعياد ويحضر الجنائز .. ملئ الاندلس بالمساجد المحلية ووضع اساس المسجد الاموي الجامع بقرطبة  الذي انتهى في عهد ولده هشام .. كما جلب من الشام الاشجار والنخيل فزين بها الاندلس .. وهو اول من اهتم بجمع الكتب والعلماء  من كل الامصار الى قرطبة .


هشام بن عبد الرحمن ولد في 139-756 في قرطبة / كان للداخل 11 ولد اختار من بينهم ولده هشام من جاريته حلل / تولى وهو في 33 في 172-788 / ثار عليه اخويه سليمان والي طليطلة وعبد الله البلنسي حتى اخضعهما ونفاهما الى المغرب في 174 /في 175 قضى على ثورة مطروح بن سليمان بن يقظان في برشلونة و سرقسطةوكذلك ثورة سعيد بن حسين الانصاري في الشمال في طرطوشة / 175 ارسل للغزو جيشا بقيادة عبيد الله بن عثمان فهزم الجلالقة والبشكنس ثم ارسل حملة مظفرة اخرى بقيادة يوسف بن بخت / 176 ارسل جيش كبير بقيادة حاجبه عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث فاسترد بعض الاراضي التي انتزعها الفرنج ايام دولة الولاة وفشل في استرداد اربونة ودارت معركة غير محسومة مع الفرنج وعادوا الى قرطبة بغنائم كبيرة / 178 اخمد ثورة البربر في اقليم تاكرنا برندة وقتل عسكره منهم الكثير / 179 ارسل ثالثة الى جليقية بقيادة عبد الكريم بن عبد الواحد بن المغيث فهزم الجلالقة والبشكنس بعد ان هزم المسلمون في البداية وعاد الى قرطبة بالغنائم بعد ان شتت الاعداء / توفى في ال 40 في 3 صفر 180 - 796 / وشهد عصره الامن والعدل ويقال عنه انه تقي يتحرى العدل ويتابع ولاته ويحب مجالس العلم ويقرب الفقهاء وجعل العربية اللغة الرسمية في معاهد النصارى واليهود /

الحكم بن هشام ولد في قرطبة 771-154  -امه تدعى زخرف / تولى الحكم في 180 / في نفس العام ارسل حملته الصائفة بقيادة حاجبة عبد الكريم بن مغيث فغزا قشتالة احلقديمة والبشكنس وعاد / في 181 ثارت الثغر الاوسط طليطلة فاخمدها باغتيال زعيمها عبيدة بن حميد

في 181 هج - ثار بالثغر الاعلى اي اراجون ابو الحجاج بهلول بن مروان ودخل سرقسطة وكذلك حاكم وشقة وانضم اليهما عما الخليفة سليمان وعبد الله وحالفا ملك الفرنج شارلمان فسير معهما جيش ولكن اخضع الحكم الثورة وفضل الفرنج العودة فهزم سليمان وحلفاؤه من البربر في موقعتين في 182 و 183 وقتل سليمان في 184 -800 اما عبد الله فطلب الامان فاعطى/ وفي تلك الاثناء في 185 انتزع الفرنج برشلونة ففقدت الاندلس برشلونة بغير رجعة/كان شارلمان قد كون ولاية الثغر القوطي على الاراضي التي انتزعها من اسبانيا من قبل لتكون عازل بين غاليس واسبانيا
وفي 185 سير جيشا بقيادة ولده لويس للاستيلاء على برشلونة فاستولى عليها رغم صمودها الطويل وانشغال قرطبة باخضاع الخارجين .. فاصبح الثغر القوطي ولاية افرنجية عاصمتها برشلونة يختار حاكمه ملك الفرنج ..وفيما بعد ستصبح امارة مستقلة تسمى قطلونية او كتالونيا/ في 189-805 دبر الفقهاء مؤامرة لخلع الحكم فاكتشفها وقتل وصلب الكثير .. وممن قتل عماه امية ومسلمة وثارت قرطبة فاخضعها /  كذلك ثارت ماردة عدة اعوام حتى اخضع قائدها اصبغ بن وانسوس واعطاه الامان /في 806 ابحرت سفن المجاهدين البحارة المسلمين فترددت على غزو سواحل الفرنج فغزت جزر بورسيكا وسردانيا وهما اغني جزر البحر المتوسط وهزمت اسطول فرنسي بعثه ملك ايطاليا بن شارلمان  لردها.. فكانوا يغنمون ويعودون وكل ذلك مجهود فردي مستقل عن الحكم وان كان شجعهم على جهادهم/ ثارت طليطلة مرة اخرى فاخذهم بالخديعة فولى عليهم مولدا هو عمروس بن يوسف ودبرا حفلا دعي فيه الاف او مئات من زعماء طليطلة وقتلوا فيما يعرف بواقعة الحفرة 191 /

   في 192 ارسل شارلمان لغزو طرطوشة بالثغر الشمالي ثم رجعوا وعادوا في 193 وانتصر عليهم  جيش الحكم / اما الثغر الادني حتى قمرية واشبونة فعانى من حملات النصارى المتكررة بقيادة ملك جليقية الفونسو الثاني حتى سار الحكم بنفسه الى اراضيهم ووضع حدا لحملاتهم / ثم غزا برشلونة وهزم الفرنج لكن اتفقا على الصلح ليتفرغ ل ادريس بن ادريس بن عبد الله الحسني بالمغرب حيث قويت شوكته وكثر مبايعوه / 197 -199 ثارت طليطلة مرة اخرى فاخضعها / وكذلك ماردة فاخضعها ولده عبد الرحمن / في 197 عم قحط شديد في البلاد وعانى الناس / في 200 - 815 ارسل حاجبه بن مغيث الى جليقية فهزم الجلالقة والبشكنس وعاد ظافرا / في 202  ثار اهل قرطبة ثورة شديدة على الحكم وجاهروا بذمه في الطرقات والمساجد حتى وصلوا الى فناء قصره فاخضعها بشده واعدم الكثير وهرب الكثير من اهلها الى الثغور ومنهم الى مصر ومنها الى جزيرة كريت فكونوا بها امارة اسلامية بقيادة عمر بن عيسى البلوطي من 212 الى 350  / ثم مرض الحكم فاسند ولاية العهد لعبد الرحمن ومات الحكم في 206 - 822  / كان الحكم شجاعا و ذا حيلة  يتحرى العدل وكان بطشه شديد بخصومه او الخارجين على الدولة وهو اول من اظهر فخامة الحكم وهيبته واسرف في ذلك واول من ظهر في بلاطه الفتيان الصقالبة كان محبا للصيد ويفضل مجالس الادب عن مجالس الفقهاء فقلل من نفوذهم لذا كرهوه ولم يحبه اهل قرطبة وكان في عهده عباس بن فرناس وزامن عصره اواسط عصر هارون الرشيد /

عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ولد في طليطلة في 176 وامه تدعى حلاوة / تولى وهو في 31 في 20 ذي الحجة 822 - 206 / في 207:208 ثار عليه عم والده عبد الله البلنسي في تدمير او سميت مرسية حتى خمدت بموته /  بعدها في تدمير نفسها اندلعت فتنة بين المضرية واليمنية لمقتل مضري ولم يتمكن من اخضاعها الا في 213 / 

في 207 خرج اهل الذمة في قرطبة مطالبين برفع المغارم واعتدوا على رجال عبد الرحمن فارسل اليهم جنده واخضعهم / في 208 خرج وزيره القائد عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث فغزا جليقية اي ليون فهزمهم وغنم الكثير ورجع ومات القائد بعدها في قرطبة في 209 / في نفس العام هزم تحالف مسلمو  تطيلة والبشكنس قوات ملك الفرنج لويس الذي خلف والده شارلمان عند باب شيزورا   / ثم سار حاجبه الجديد امية بن معاوية بن هشام الى اخضاع الثورة في شنت برية وتدمير /في 212 غزا قائده عبيد الله بن عبد الله البلنسي الثغر القوطي وهزم الفرنج وشتتهم وغنم وعاد بدون تحقيق فتح ثابت / ثار البربر والمعاهدين في ماردة بقيادة محمود بن عبد الجبار المصمودي وسليمان بن مرتين وارسل اليهم الجند لاخضاعهم فتنقلوا ثم تفرق عنهم سليمان اما محمود واخته المشهورة بالفارسة فالتحقا بملك جليقية  الا ان محمود قرر ان يعود لطاعة عبد الرحمن فحاصره جند ليون وقتلوه واسروا اخته وتنصرت في 225/ 

في نفس الوقت من 214 : 222 ثارت طليطلة وارسل اليها عبد الرحمن الثاني الجيش اثر الجيش والقادة ودارت معارك كثيرة حتى اخضعها في 222 /في 836-220 ابحر اسطول من البحارة المجاهدين من طركونة والجزائر الشرقية  وغزا ثغر مرسليا وما حوله  وتكرر ذلك غير مرة ووصلوا مصب نهر الرون / في 225 غزا عبد الرحمن بنفسه جليقية / في 227 سار عبد الرحمن الى نافار بسبب خروج موسى بن موسى بن قسي صاحب الثغر الاعلى وتحالفه مع امير نافار وموسى هذا من المولدين فجده kasi من اشراف القوط النصارى ذهب بعد الفتح الى الخليفة الوليد بن عبد الملك واسلم على يديه فاعتبر من مواليه وموسى كان على علاقة بالنصارى ومصاهرة / في العام التالي قاتل عبد الرحمن موسى وحلفاءه البشكنس فهزمهم وخرب في اراضيهم وغنم الكثير وفر موسى مع قائد البشكنس 228-842 / في نفس العام مات ملك جليقية الفونسو الثاني فخلفه ولده رذمير او راميرو الاول /في 843 -229 بدأت ظهور سفن النورمان في شواطي اسبانيا فبدأوا بشواطئ جليقية فردهم اميرها

فتوجهوا الى شواطي الاندلس فنزلوا اشبونة وانتقلوا عبر النهر الى اشبيلية وخربوا وغنموا واستمرت حملتهم 42 يوم يتنقلون عبر المياة ويتنقل معهم المسلمون برا ويتكرر القتال حتى تمكن منهم المسلمون بقيادة الفتى نصر الصقلبي فاثخنوا فيهم وانسحبوا الى اشبونة ومنها عادوا ادراجهم وعندها بدء عبد الرحمن الاوسط في بناء دار لصناعة السفن في اشبيلية / بعدها ارسل ولده هشام لغزو الشمال قشتالة القديمة ونافار فهزمهم ودخل في طاعته موسى بن موسى / في العام التالي 231 ارسل ولده محمد لغزو جليقية فحاصر ليون وهرب اهلها الى الجبال فغنم وعاد / 232 عانت البلاد عدة اشهر من القحط / 233 ثار على ملك الفرنج شارل الاصلع زعيم يسمى جيين دي تولوز وطلب حلف عبد الرحمن فامده بالعون وغزا برشلونة لكن توقفت بالسلم الذي وقع بين عبد الرحمن وشارل الاصلع /  في نفس العام مات نصر الصقلبي / في نفس العام نكث بن موسى عهده فاثخن في تطيلة وما حولها فارسل اليه الاوسط جنده فهزموه فطلب بن موسى الامان وارسل ولده رهينه فاعطى وبقى على تطيلة / في 234-848  ارسل عبد الرحمن قوة بحرية فاستولت على اكبر جزر  الجزائر الشرقية او البليار وهما ميورقة ومنورقة فدخل اهلها الطاعة ودفعوا الجزية / في 237 - 851 انتصر المسلمون في موقعة البيضاء بقيادة موسى بن موسى على الجاشقيين البشكنس وقبيل وفات عبد الرحمن نشبت في قرطبة فتنة طائفية بسبب شيوع التعصب

الديني من بعض النصارى  فكرهوا انتشار العربية وتعصب المسلمين الجدد النصارى السابقين لدينهم الجديد فكانت ثورة للرجوع الى تراثهم المسيحي ودارت معارك استشهادية / توفى الحكم في 238 وهو في 62 وترك 49 ولد واختار منهم ولده محمد ليخلفه/ وعبد الرحمن الاوسط كان حاكما حازما شجاعا يحسن اختيار رجاله ووزراؤه الاكفاء كما كان اديبا شاعرا وعالما بالشريعة والفلسفة والفلك والتنجيم.. وزادت فخامة الدولة  وزينتها وارستقراطيتها  في عهده .. خاصة قرطبة فانفق على منشآتها الكثير وعاشت البلاد في رخاء  .. واستزاد من الفتيان الصقالبة وفي عهده ارتفعت عنده مكانة زعيمهم الفتى نصر .. وقرب الفقهاء ومن اشهرهم في عهده عبد الاعلى بن وهب و يحيي بن يحيي المصمودي والاخير هو عميد فقهاء قرطبة درس في الشرق على الامام مالك والليث بن سعد وخلفه الفقيه عبد الملك بن حبيب / وسع في مسجد قرطبة الجامع / وبنى مسجد اشبيلية الجامع / وهو اول من عكف على جمع الكتب من شتى البلاد فاصبحت نواة لمكتبة قرطبة العظيمة فيما بعد /و زادت مكانة قرطبة الدبلوماسية والتواصل مع عواصم العالم مثل القسطنطينية

محمد بن عبد الرحمن بن الحكم ولد في 207 وامه تدعى بهير / تولى الامارة وهو في 31 في ربيع الآخر 238 / في نفس العام  ثار اهل طليطلة من المولدين والنصارى واستولوا على بعض المناطق المجاورة وهزموا كل القوات التي ارسلها محمد لاخضاعهم حتى حشد لهم في 240 وسار اليهم بنفسه فحالفوا ليون ونافار فاغراهم بالخروج من تحصيناتهم بصغر جيشه واستدرجهم حيث يكمن باقي جيشه وهزمهم وقتل الالاف منهم / 

في 239 سار موسى بن موسى الى البة وبرشلونة فهزم النصارى وافتتح بعض الحصون / في 241 سار اليها محمد وافتتح بعض الحصون وفي العام التالي سير بن موسى الى برشلونة وافتتح بعض الحصون / في 242  ارسل قوة بقيادة المنذر الى طليطلة فعاثت في احوازها في العام التالي قتل المئات من اهلها في معركة مع حاميتها كما اثخنت الصيفية في احوازها  / في العام التالي 244-245 سار اليها محمد فحاصرها واستدرجهم للخروج

وافسد قواعد القنطرة فسقطت بهم اثناء عبورهم وهزمهم فطلبوا الامان فامنهم وخضعوا الى حين ثم عاد الى قرطبة فعاقب النصارى الثائرين فيها / في 245 ما ان اخضع طليطلة حتى عادت سفن النورمان فغزت الجزائر الشرقية ثم شواطئ اسبانيا النصرانية في جليقية ثم الاسلامية فكانت سفن المسلمين في استقبالهم هذه المرة فالحقت ببعض سفنهم خسائر  فاتجهوا الى الجنوب فسلبوا ونهبوا ودارت معارك كثيرة طوال عدة اشهر من شمال الى جنوب الاندلس قتل فيها فيمن قتل قائد الاسطول الاسلامي ولما خسر النورمان الكثير من سفنهم انسحبوا وتوجهوا الى نافار فسلبوا واسروا ملكها واطلقوه مقابل فدية كبيرة /في العام التالي اي 246 ارسل محمد حملة الى نافار وليون فهزمهما واسر بن امير نافار وظل 20 عاما في الاسر / في 247 ارسل حملة الى البة والقلاع اي قشتالة / في 248 قتل موسى بن موسى و غرسيه امير نافار اثناء معركتهما  ضد ملك ليون / فخلفه ولده لب بن موسى فحالف ملك ليون لكن سرعان ما قتل في معركة ضد المسلمين .. فخلفه اخوته اسماعيل ومحمد وفرتون على القواعد الشمالية وما لبث ان استردت قرطبة  تلك المناطق فلجأوا الى حماية ملك ليون / في 248 غزا عبد الرحمن بن محمد البة والقلاع وهزم الجلالقة / في 251 غزا القلاع مرة اخرى ولقى الجلالقة اثناء عودته فهزمهم / في 252 سير اليها محمد ولده الحكم فهزم النصارى وشتتهم وعاد / في  نفس العام 866-252  مات ملك ليون اورينو فخلفه لويس الثالث

بعدها ثارت الثورة في شمال غرب الاندلس ففي 254 سار محمد بجيش الى ماردة فحاصرها واخضعها ونقل زعماءها الى قرطبة ومنهم عبد الرحمن بن مروان الجليقي وهو من زعماء المولدين وحكم ابوه ماردة ايام عبد الرحمن حتى قامت الثورة في 213 فقتلوا مروان ..وانضم ولده للخوارج / في 255 ثار سليمان بن عبدوس في سرية من اعمال سرقسطة فاخضعه الحكم بن محمد / في 256 ثار عمروس بن عمر بن عمروس في الثغر الاعلى وهو من زعمائها المولدين وحفيد بطل مذبحة الحفرة بطليطلة فارسل اليها محمد من يخضعها ففر عمروس منها وقتلوا حفيده فيمن قتل/ وعادت الحملة في العام التالي فهزمت الثوار وقتلت ولد عمروس / في العام التالي في 258 غزا ولدا موسى بمساعدة ليون الشمال فاستولى مطرف على تطيلة و اسماعيل على سرقسطة / في 259 سار محمد الى الشمال لقتال بني موسى فوجد عمروس قد تمكن من مطرف وسلمه  واهله الى محمد طالبا به الامان فامنه وقتل مطرف وخلفه على تطيله اخوه فرتون/ في 260 سير محمد  قواته الى سرقسطة فاستعصت عليهم فتركتها الى نافار وليون فاثخنت فيهم وعادت /

واستمرت محاولات اخضاع اسماعيل بن موسى في سرقسطة دون نتيجة حتى 268  سارت حملة عاونهم فيها محمد بن لب بن موسى فاثخنت حول سرقسطة وسلم اسماعيل في النهاية وامنوه .. الا انه نشأ خلاف بين محمد وعمه اسماعيل انتصر محمد وحكم سرقسطة باسم حكومة قرطبة /في 261-875  فر من قرطبة عبد الرحمن بن مروان الجليقي وانضم اليه الخارجين واستولوا على قلعة الحنش في الغرب وحالفهم سعدون بن عامر وهو من زعماء الثوار المولدين كان يقيم في برتقال في كنف ملك ليون .. فسير محمد الى قلعة الحنش فاخضع الجليقي  واعطاه الامان واخذ منه رهائن وخرج منها الجليقي الى بطليوس فما عاد محمد الى قرطبة حتى نكث وحشد وحالف ملك ليون  فسير اليه محمد جيشا ففر الى قلعة كركي او كركو 262  .. وخرج سعدون في جيش لمعاونته فلقى جيش محمد بقيادة هاشم بن عبد العزيز فهزم هاشم واسر ونقل الى ليون و افتدي بفدية كبيرة/ في 270 ثار بن لب فارسل اليه محمد ولده المنذر فاستخلصها منه بالحرب وقيل صلحا /
/ واستمر عصيان بن مروان واغارته على ما جاوره عدة اعوام ولم ينل منه فقد سير اليه  المنذر في قوة كبيرة عام 271  فاثخنت في بطليوس ففر بانصاره الى الجبال وفي العام التالي سير اليهم هاشم فلم ينل منهم حتى اقره باستقلاله ببطليوس / ثورة بني ذا النون او زنون بالثغر الاوسط و ذا نون بن سليمان الهواري هو رجل بشنتبرية استضاف وعالج احد رجال الامير محمد المصابين فاقره على تلك المنطقة فاحسن الطاعة ولما خلفه ولده موسى انضم للخوارج وكذلك مظفر بن موسى فاستقل بشنت برية وغزا طليطلة وهزم جندها / وكذلك ظهر في الجنوب في جبل يبشتر بين رندة و مالقة اخطر ثوار الاندلس عمر بن حفصون وهو من المولدين  اسلم جده الرابع عقب الفتح/ وكانت بداية ظهورة بعد احداث رية عام 265 حيث ضاق اهلها بواليها وخرجوا عليه فارسلت اليهم قرطبة لاخضاعهم واستغل بن حفصون اوضاع عدم الاستقرار فكان يغير على ريه من حين لآخر ويسلب وهزم واليها واخذها حتى اخضعه الامير وعفى عنه وضمه الى جيشه وحارب معه بن لب بن موسى ولكن ما لبث ان فر وعاود الثورة في ببشتر  العام التالي 271 / وفي 273  ارسل محمد اليه المنذر في جيش فحاصرهم ثم هزمهم وجرح بن حفصون لكن عاد المنذر لما وصله نبأ موت والده / مات محمد بن عبد الرحمن الثاني وقد ترك 33 من البنين و 29 من البنات واختار ولده المنذر ليخلفه /  ومحمد كان حاكما ذو همة قضى كل ولايته في استنفار قضاها في اخضاع الثورات والغزو واوقف البذخ على المنشآت والفخامة وقرب الفقهاء والادباء وقل نفوذ الصقالبة

الامير السادس المنذر بن محمد ولد في قرطبة 299 - تولى  وهو في 44 في ربيع الاخر 273 - 886 / ابقى المنذر على رجال  والده الا ان الحاجب هاشم بن عبد العزيز كان قد زاد نفوذ وطغيانه وكثر اعداؤه من رجال الدولة فكثرت الوشاية به فسجنه هو وولده و قتل فى سجنه في نفس العام / وفى نفس العام سير حملة الى طليطلة/ وغزا محمد بن لب نصارى الثغر الاعلى /

وفي 274 رسى 20 بحارا مسلما من الاندلس في خليج سانت بروفيه في فرنسا ولجأوا الى موقع في غابة تحصنها الجبال فانطلقوا منه لغزو بعض الضياع ولما رأوا مناعة الموقع راسلوا المجاهدين في المغرب والاندلس فابحر اليهم الكثير من الشجعان وفي خلال عدة اعوام شيدوا سلسلة من الحصون اشهرها حصن فراكسنتم على سطح جبال الالب وانطلقوا منه لغزو سواحل فرنسا وايطاليا وسويسرا/ وفي ذلك 274 سار المنذر في جيشه لاخضاع بن حفصون وقد اتسعت الاراضي التي استولى عليها ودعى باسم الخليفة العباسي واعتنق الكثير من المولدين دعوته السياسية التي كانت ضد العرب وتفردهم بالمكانة / فلما ضاق بن حفصون بالحصار لجأ الى حيلة يحصل بها على بعض المؤن فطلب الامان وبعض المؤن  ليسير الى قرطبة فاعطى الامان لكن فر في الليل الى حصنه مرة اخرى / في 275 اثناء الحصار مات المنذر فخلفه اخاه عبد الله / وقيل قتل بالسم ومن دبر لقتله اخاه عبد الله /

عبد الله بن محمد  ولد في قرطبة  في نفس اليوم ولادة المنذر في  229 وامه تدعى بهار / تولى الحكم وهو في 46 في منتصف صفر 275 / كادت تسقط الاندلس في عهده بسبب كثرة وشدة الثورات في عهده فوصلت لمعظم الولايات وشملت الكل المولدين في الشمال وابن حفصون في الجنوب مركزه ببشتر و ريه .. والعرب في غرناطة وما حولها والبربر في المناطق الجبلية وغيرهم كل يستقل بما تحته ويتوسع حوله ودارت احيانا معارك بينهم عرب ضد مولدين وعرب ضد عرب وعرب ضد بربر  / في البداية اراد ابن حفصون هدنة ليعيد تقوية جبهته فطلب  الامان فاعطى ولكن بعد عدة اشهر  اعلن الخروج فغزته جند قرطبة في 276 لكن لم تنل منه / وفي جيان خرج خير بن شاكر فسير اليها عبد الله ففشل في اخضاعها فتظاهر ابن حفصون بمساعدة شاكر فارسل من قتله واثخن ابن حفصون في تلك المناطق وزاد غيه فارسلت اليه قرطبة جيشا

بقيادة عبيد الله بن ابي عبدة في 278 فدارت معركة عنيفة عند بلاي هزم ابن حفصون وقتل الكثير من انصاره وفر ببشتر وتجمع حوله الخارجين واشتبك مع جيش عبيد الله اثناء عودته عند استجه فهزم مرة اخرى هزيمة كبيرة وفر الى الجنوب الغربي /

اما في الجنوب الغربي فكانت ثورة العرب ومن جهة اخرى  قتالهم العصبي ضد المولدين والنصارى ففي 275  ثار حول البيرة يحيي بن ثقالة القيسي فقاتلهم حتى قتل فخلفه في الزعامة سوار بن حمدون القيسي وفي 276 استولى على البيرة من واليها جعد بن عبد الغافر واسره ولما اطلقه حالف جعد بن حفصون فهزمهما سوار واشتد نفوذ سوار فاستولى على غرناطة ولكن دبر عليه المهزومان فارسلوا من قتله فخلفه سعيد بن سليمان الذي اقره عبد الله على ولايته فاستمر على قتاله المولدين حتى قتل بالغيلة  عام 284 / فخلفه محمد بن اضحى الهمزاني فاستمرت الحرب سجال بينه وبين ابن حفصون / كذلك خرج عبيد الله بن امية بن الشالية وكان ذا بأس وصاهر ابن حفصون ولم تخمد ثورته في عهد عبد الله / اما اشبيلية فكان التنافس بين زعماء العرب وزعماء المولدين .. ومن العرب الذي تطلعوا للرياسة و التنافس بنو ابي عبدة  - بنوحجاج- وبنو خلدون ومنهم الفليسوف ابن خلدون فكان اول من اعلن الخروج بنو خلدون في 276 وعاونهم المولدون وصاحب بطليوس مروان الجليقي.. ولم تنجح قرطبة في اخضاعهم  الا في 282 فتشاركوا حكمها / واستمر صراع الغرب على سيادة اشبيلية حتى استقل بها بنو حجاج فحكمها ابراهيم بن حجاج حتى مات في 298 فخلفه ولده عبد الرحمن عليها وولده محمد على قرمونة  /

وفي 280 استولى الجلالقة على مدينة سمورة وهي من امنع الحصون في الشمال الغربي كما ظهر في تلك الانحاء  رجل من نسل هشام بن عبد الرحمن الداخل ادعى المهدية والتف حوله البربر من اهلها  وحارب الجلالقة حينا حتى قتل  / في 281 ارسل عبد الله ولده المطرف لاخضاع عمر بن حفصون في ببشتر بكورة رية فهزم قوات بن حفصون وقتل قائده وما ان عاد جيش المطرف حتى عاد بن حفصون لعدوانه وفي 284 استولى على استجه  / وترددت عليه قوات قرطبة تغزوه ولكن دون نتيجة كما اعلن بن حفصون اعتناقه النصرانية فنفر منه الكثير من انصاره من المسلمين وعادوه وتعددت تحالفاته وتنوعت تحالفاته فمنها ثائر  اشبيلية ابراهيم بن حجاج / ولم تتوقف الحملات التي تهزمه وتضعف قواه لكن لم تنل منه او توقفه حتى 294  بل استمرت 30 عام دون القضاء عليه وان افشلت تحركاته والجمته / في 283 استولى بني موسى بن قسي على طليطلة فحكمها محمد بن لب ثم ولده لب ثم عمه اسماعيل حتى قتله اهلها  في 293  وخلفه زعيم من البربر المحليين يدعى الطربيشة  وما حولها حكمها بقايا بني قسي /

وكان ينافسهم في الثغر الاعلى من زعماء المولدين محمد بن عبد الملك المعروف بالطويل فيظهر نجمه في فترات ضعف بني قسي فينافسهم حينا وحينا يناجز نصارى نافار وحينا يتحالف كلاهما ضد امارة نافار وظلت الاوضاع على حالها حتى مات عبد الله /في 285 وقعت مجاعة شديدة بالاندلس عان الناس خلالها / في 290 فتحت الجزائر الشرقية ودخلت رسميا تحت لواء قرطبة  / وفي 290- 906 كانت النزاع السياسي في كل غاليس فانتهز المجاهدين البحارة المتحصنين في سانت بروفيه ذلك وعبروا مون سني اهم ممرات الالب وسيطروا على كل الممرات بين ايطاليا وفرنسا وغزو ما حولها واخذوا الاتاوات عبور/ توفى الامير عبد الله في 300/912 وهو في 72 من عمره / ويقال فيه انه كان حاكم زاهد متواضع قليل الانفاق على اللهو والبذخ يتحرى العدل ويقضي مظالم الفقراء بنفسه ..وقضى كل ولايته يحارب الخارجين وفقدت قرطبة سيطرتها على معظم الاندلس لكن لم تتوقف حملاته في كل الاندلس لاخضاعهم / وكان له من البنين 12 ومن الولد 13 / وقد اختلفا ولداه المطرف و محمد فتأمر الاول على الثاني فافسد صدر والده عليه وحمله بالتدبير  على اعتقاله ولما هم بالعفو بادر  المطرف فقتل محمد في محبسه وبعدها في احد الغزوات قتل مرافقه وزير عبد الله  .. وقضى عبد الله بقطع راس ولده المطرف .. وتكفل عبد الله بولد محمد وهو عبد الرحمن الناصر واعطاه ولاية عهده /

الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ولد في قرطبة قبل مقتل والده بعدة اسابيع في 890-277 وامه جارية تدعى ماريا او مزنة / تولى الحكم وهو في 23 في 912-300 / وما ان تولى حتى اخمد ثورة الفتح بن موسى بن ذا النون في رباح كما سير حملة اخرى لاخماد ثورة اتباع حفصون في استرجه /  وفي شعبان 300 خرج بنفسه لغزو الخارجين فقاد حملة 3شهور حتى عيد النحر هزم الكثير من خصومه ودخلوا في طاعته وامنهم وافتتح اكثر من 70 حصن من امهات الحصون الثائرة /


وفي 301 سير الى اشبيلية جيشا بقيادة حاجبه بدر فهزم بني الحجاج واخضعها / وفي شوال 301 قاد الناصر حملته الثانية فقصد ابن حفصون في رية وما حولها وثوار الجنوب فهزمهم و اضعف قواهم وعاد في ذي الحجة /
وفي نفس العام هاجم ملك ليون اردونيو الثاني الغرب فدخل يابرة وقتل واليها ومعظم قواتها المسلمين / وفي 302 رزق الناصر بولده الحكم من زوجته مرجان الرومية / من اواخر 302 الى 303 عانت البلاد من قحط ومجاعة شديدة وانتشرت الامراض وارتفعت الاسعار وهلك الكثير من الناس رغم جهود الدولة في الانفاق والاطعام / وفي 303 انتزع الحاجب بدر لبلة من عثمان بن نصر / وفي نفس العام ارسل ملك ليون جيشا من 60 الف فغزا ماردة وتلك المناطق كانت حتى حينه تتبع الثوار فاثخن فيهم وقتل الكثير/ وفي 303 ارسل عمر ابن حفصون الى الناصر مطالبا بالصفح ودخوله في طاعته على ان يوليه ما تحته فتم ذلك وعقد الاتفاق وولي حفصون اكثر من 200 حصن وحسنت سيرته وطاعته في 304 سير الناصر وزيره احمد بن محمد بن ابي عبدة الى ليون فهزمهم في مواقع محلية وغنم وعاد / لكن ما رجع عنهم حتى عاودوا غزو اراضي المسلمين وفي 305 سار اليهم بن ابي عبدة في جيش من المتطوعين فانقض عليه اردونيو الثاني وهزم المسلمون هزيمة كبيرة وقتل قائدهم ابن ابي عبدة/في 305 اخضع بدر ثورة حبيب بن سوادة في قرمونة /

في 306 مات ابن حفصون فحكم مناطق نفوذه  اولاده الاربعة سليمان و جعفر وعبد الرحمن و حفص ..فكانت ولاية عهده لجعفر الذي حالف النصارى واخبرهم ان والده مات ودفن على طريقة النصارى / وبعد عدة اشهر ارسل عبد الرحمن لاخضاعهم فاخصع سليمان ابدة في واخضع عبد الرحمن في طرش وامنهم /وفي 306 غزا ملك ليون وملك نافار اراضي الثغر الاعلى ثم رجعوا بالغنائم فارسل اليهم الناصر بدرا في جيش قوي وانضم اليه المتطوعة فغزا ليون  اثخن فيها وهزمهم في معركتين شديدتين وفر النصارى الى الجبال  /وفي 308 خرج عبد الرحمن لغزو النصارى فقاد غزوة مظفرة من المحرم الى ربيع الاخر فاستولى على الحصون طوال مسيرته حتى التقى جيوش النصارى ودارت عدة معارك هزم فيها النصارى كلها رغم الكمائن التي اعدوها وغنم الكثير وقتل منهم الكثير واصلح الحصون وعاد الى قرطبة

/ وفي نفس العام 308  قتل جعفر في ببشتر علي يد احد حلفاؤه النصارى فخلفه سليمان الذي دخل في طاعة الناصر / كما اخضع الناصر لب بن الطربيشة في طليطلة وسار معه في نفس العام لقتال النصارى /اما سليمان ابن حفصون  نكث على عقبيه وترددت عليه  الحملات لاخضاعه تهزمه وتخن حوله دون ان تنال منه  / وفي 210 عادت ليون ونافار في غزو الثغور الاسلامية واثخنوا فيها / في 311 ارسل عبد الحميد بن بسيل فغزا نافار / وفي 312 خرج الناصر بنفسه لغزو النصارى قبل موعد الصيفية فقصد نافار ففتح الحصن اثر الحصن ودخل عاصمتها بنبلونة وهزم سانشو ملكها في كل المواقع والكمائن حتى لم تبقى اي مقاومة تذكر .. وهنا اتساءل ما كان النصاري ليضيعوا نصرا حاسما كهذا فها هي برشلونة ما ان سقطت حتى خرجت من جسد دولة المسلمين و التأمت في جسد الممالك النصرانية / في 313 مات ملك ليون اردونيو الثاني فخلفه اخوه فرويلا


وفي 314  ارسل حملة هزمت سليمان بن حفصون وقتل وعلقت رأسه على باب السدة في قرطبة/ وفي  315 سار عبد الرحمن الى ببشتر فاخضع حفص بن حفصون وضمه الى جيشه / وفي العام التالي 316 سار الى ببشتر فنظم شؤونها وهدم ما بناه ابن حفصون من كنائس ونبش قبره فوجده قد دفن على طريقة النصرانية فاخرج جثته وارسلها الى قرطبة وعلقت للعيان كما اعدم ابنة حفصون التي كانت قد ارتدت وتنصرت /وفي نفس العام 316 اعلن عبد الرحمن الناصر نفسه خليفة للمسلمين ودعت له منابر الاندلس وحثه على ذلك قيام الخلافة الفاطمية في افريقية فرأى انه احق بذلك لرسوخ دولته ومكانتها مقارنة بحال العباسية في ذلك الوقت وكون الفاطمية حالة طارئة وان خلافته لها جذورها وعراقتها في الشرق/وفي 317 اخضع باجة وارسل لها واليا من قبله /وفي نفس العام حلت مجاعة وقحط شديد اعيا الناس / وفي 318 تمكن من اخضاع بني مروان الجليقي في بطليوس وولى عليها واليا من قبله / في 319 ارسل الناصر اسطولا لغزو عدوة المغرب بسبب دخول قبائل البربر من ادارسة وزناته وغيرهم تحت طاعة الخليفة الفاطمي او العبيدي وميل الثوار الى التحالفمعهم  ..فالخلافة الفاطمية نشأت في تونس وانطلقت منها الجيوش تغزو مصر والمغرب منذ خليفتها الاول عبيد الله المهدي ودخلت قبائل المغرب تحت طاعتها .. فاخضعت قوات الناصر من سبته حتى فاس ودخلت في طاعة الناصر /في ذلك العام 319 مات محمد بن عبد الله بن مسرة وهو قرطبي خرج على اهلها بدعوة دينية غريبة واتبعه الكثير  وقد ضج به اهل السنة واتهم بالزندقة ورفعوا امر دعوته الى الناصر بعد 20 عام من موته

وفي تلك الاثناء شغلت ليون بتنازع على الحكم انتهت بتولي راميرو على ليون عام 320 - 932 ولم يتدخل فيها الناصر وانشغل بقمع الخارجين / وفي 320 سار الناصر الى طليطلة وقد عادت للخروج ودخلها وهدم حصونها واسوارها / في 321 احتل ملك ليون مدينة اوسمة/ وفي نفس العام 321 ارسل عبيد الله المهدي جيشا الى المغرب فلقيه موسى بن ابي العافية حليف الناصر في المغرب وهزم جيش الفاطمي / في 322 قاد الناصر جيشه لغزو النصارى في شمال الاندلس  فاخضع بعض الحصون الثائرة في طريقة وترك قوات تحاصر سرقسطة واثخن في ارض قشتالة - و ارسلت ملكة نافار وجهائها لطلب عقد اتفاق صلح فتم الاتفاق .. ثم توجه الى ليون فاثخن في حصونها واراضيها وهزمهم في اكثر من موقعة وعاد الى قرطبة /

في 323 ارسل اليه ملك ليون طالبا الصلح فتم ذلك الا حين/ في نفس العام في 323 انتصر الادارسة حلفاء الفاطميين على موسى فارسل له الناصر اسطولا فاستقام له الامر /كما ارسل الناصر حملة بحرية بقيادة امير البحر عبد الملك بن سعيد بن حمامه  لغزو الثغر الفرنجي فلقي الفرنج وهزمهم في اكثر من موقعه وتوجه الى عاصمة الثغر برشلونه فهزمهم فتحصنوا داخلها فغنم وعاد فابحر الى عدوة المغرب في سبتة وطنجة لاخضاع الخارجين ثم عاد ادراجه / في اواخر 324 قاد فرنج الثغر ونصارى الشمال حملة لغزو الاراضي الاسلامية فقابلتهم القوات المرابطة عند الثغر وهزموا النصارى .. كما ارسل الناصر الى القوات المرابطة جيشان /  في نفس العام ردت حامية مجريط هجوم شنه النصارى / وفي نفس العام حل القحط ولكن لم ينل من الناس لوفرة الخير وانفاق الحكومة على توفير المؤن / وفي نفس العام وقع حريق كبير في سوق قرطبة امتدت اثاره وكثرت اضراره واعاد الناصر اصلاح الاضرار

وفي325 قاد الناصر جيوشه لغزو الثغر الاعلى والنصارى وقد كان الشمال كله تحالف ضده محمد بن هاشم التجيبي صاحب سرقسطة وملك ليون وملكة نافار كما استعدوا لغزو طليطلة فسار اليهم وامن طليطلة وترك حامية عليها ثم انتزع قلعة ايوب الحصينة من حكم التجيبي ثم توجه الى قشتالة ففتح الكثير من حصونها ثم الى نافار فعاقبها بشدة واثخن فيها حتى لجأت اليها ملكتها تطلب الصفح ففعل ودخلت نافار تحت طاعته الى حين 325/ وفي نفس العام وضع الناصر حجر الاساس لمدينة الزهراء في شمال غرب قرطبة

ثم توجه الى سرقسطة لحصارها وعندها ظهر له تآمر قائداه احمد بن اسحاق القرشي واخيه اميه فنافهما من الاندلس فحاول احمد الالتحاق بالفاطميين في المغرب فتوصل اليه رجال الحكم وقتلوه .. اما  امية تحالف مع ملك ليون فارسل الناصر  لقتالهم كما سار اليهم في جيش آخر وهزمهم ولجأ امية الى ليون /  ثم ضيق الناصر على سرقسطة حتى طلب التجيبي الامان وعقد صلحا على ان يبقى عليها محمد بن هاشم  تحت طاعة الناصر في المحرم  326 /

هزيمة موقعة الخندق : في 329 - 927 سار الناصر في جيش ضخم من 100 الف مقاتل بقيادة نجدة بن حسين الصقلبي قاصدا اخضاع ليون ولحق به محمد بن هاشم  في قواته فلقاهم جيش كبير من ليون ونافار  عند نهر شانت مانكش ولكن هزم المسلمون وفر بعض الجند الذي بيتوا ذلك مثل انصار ابن فرتون بن محمد الطويل واثناء التراجع سقط الكثير في خندق كبير ودب الخلل وحل بالمسلمين هزيمة شديدة وقتل الاف الجند و معظم المتطوعة منهم جد المؤرخ بن حيان واسر محمد بن هاشم وحاول الناصر افتداؤه فنجح بعد 3 اعوام وابقاه على سرقسطة / وبعدها طلب ملك ليون عقد صلحا فتم الصلح وكذلك عقد مثله  مع برشلونه ولكن استمر غزو ليون بسبب تجدد اعتداءاتهم / وفي هذا العام 329 انتقل الناصر الى مقر الخلافة الجديد في مدينة الزهراء بعد ان اتم ما يلزم وان لم تكتمل منشآت المدينة الا في عهد ولده الحكم وقد ظلت مقر الخلافة 40 عاما بدءا من ذلك التاريخ حتى وفاة الحكم المستنصر / في 332 اعلن في المغرب الادارسة وزعماء البربر الطاعة للخليفة الاموي و الدعوة له على المنابر وذلك بعد سنوات من تردد اساطيله عليهم  وانهاكهم/ في 338 اعدم الناصر ولده عبد الله بعد خروج الاخير  والتدبير بخلع والده اثر اختياره الحكم وليا  للعهد/في 339 مات راميرو فخلفه اوردينو بعد حرب اهلية استغلها الناصر في غزو ليون غير مرة /  وفي نفس العام حل القحط مرة اخرى واستسقى الناس فاستجاب الله دعاءهم ونزل المطر بعد فترة /

/ في 344 سير الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله اسطولا الى الاندلس فغزا ثغر المرية  فرد الناصر بارسال اسطول الى تونس / في 347 غزا القائد الفاطمي جوهر الصقلي المغرب في جيش ضخم وافتتح معظم المغرب وعاد ادراجه في ظل ترقب سفن الناصر في سبتة وقد ارسل الناصر سفنا لغزو شواطي تونس وعادت / في 349 مرض الناصر واحتجب ومات في 350 وخلفه ولده الحكم

كان عصر عبد الرحمن الناصر من اقوى عصور الاسلام بالاندلس فكانت القبلة السياسية و الدينية في تلك الفترة و كثرت الزيارات الدبلوماسية اليها من القسطنطينية والمانيا والممالك النصرانية للتهادي  او الصلح او غيره ..  وبلغت الدولة قمتها وغزارة ثرواتها وانتعاش احوال اهلها ورخصت الاسعار .. وكانت قرطبة اجمل مدن العالم فتفوقت على بغداد في الفخامة والعظمة وشيد المنشآت العظيمة الفخمة كمدينة الزهراء ومسجدها الجامع  / كما جدد ووسع وجمل مسجد قرطبة الجامع / وبلغ الجيش اقصى قوته في العدد والعتاد وكذلك اسطوله / كما انشأ دار السكة في قرطبة لضرب النقود ومعايرتها ومراقبة تداولها / كما اكثر من الصقالبة وبلغت مكانتهم في قصره اقصاه وكان منهم قادته منهم نجد قائد جيشه/ وكان الناصر اديبا وشاعرا قرب الشعراء والفقاء ومنهم الفقيه بن عبد ربه صاحب العقد الفريد /  توفي الناصر و هو في 71 في رمضان في 350 - 961

المستنصر بالله الحكم بن عبد الرحمن الناصر ولد في قرطبة في 302- 915 وامه تدعى مرجان / تولى الحكم وهو في 48 في 350 / بدء الحكم حكمه بتوسعة مسجد قرطبة فتضاعفت مساحته وزينته وتم ذلك خلال 4 سنوات / 

وفي تلك الاثناء اعلن الكونت فرنان كونثالث امير قشتالة باستقلاله عن ليون ونشأ بينهم عداء .. كما كان هناك نزاع على الحكم بين سانشيز او اردونيو الثالث الذي يعاونه الحكم في مقابل بعض الحصون واردونيو الرابع ومات الاخير فنكث سانشيز واخذ يغير على اراضي المسلمين / في 351 رزق الحكم بولده عبد الرحمن من جاريته جعفر او صبح لكنه مات طفلا / في 352 و 253 تحالفت الممالك والامارات النصرانية  لمقاتلة المسلمين فتحالف سانشو ملك ليون -الكونت فرنان أمير قشتالة - غرسيه سانشيز ملك نافار -وكونت برشلونة فسار اليهم الحكم واجتمعت جيوشه في طليطلة فارسل جيش الى نافار بقيادة يحيي بن محمد التجيبي فلقي نصارى نافار وليون وهزمهم  ..كما سار جيش بقيادة غالب الناصري الى مدينة قلهرة في غرب نافار فافتتحها وشحنها برجاله وغزا حاكم وشقة نافار كما اجتاح الحكم قشتالة فهزمهم وشتتهم/ في 353 حدثت مجاعة عظيمة في البلاد فعملت الحكومة على توفير المؤن للناس / في 254 وما بعدها تكرر غزو قشتالة والبة وانتزاع بعض الحصون/ في نفس العام رزق الحكم بولده هشام من جاريته صبح / في 255 عادت سفن  النورمان لغزو الاندلس ولكن هذه المرة نورمان دنمركه

فهاجموا سواحل الولايات الغربية وسلبوا واسروا حتى لقيهم المسلمين عند نهر شلب فهزمزهم وحرروا الاسرى فانسحب النورمان وهم يخربون ما يقابلهم /في نفس العام قتل ملك ليون سانشو مسموما فخلفه ولده الطفل راميرو .. كما مات امير نافار غرسيه فخلفه ولده سانشو / في 359 مات الكونت فرنان فخلفه ولده غرسيه / في 360 عادت سفن النورمان لغزو غرب الاندلس ولكنها انسحبت لما رأت استعداد وتفوق الاندلس/ في تلك الاثناء توافدت على مدينة الزهراء وفود من كل ممالك النصارى للصلح والتهادي /في 361 قام صاحب الزهراء بالقبض على الشعراء الهجائين بأمر من الخليفة المستنصر فسجنهم حينا ثم عفا عنهم / اما في الجنوب في المغرب فكان هناك صراع في السيطرة على المغرب الذي يحكمه الادارسه بين

الامويين والفاطميين وقد دخل المغرب والادارسة في طاعة الاندلس منذ 332 ثم تحولوا الى الفاطميين بعد انتصار جوهر الصقلي ولما عاد الى افريقية في 349 عاد الادارسة الى طاعة الاندلس واثناء حكم المستنصر كان  الادارسة بزعامة الحسن بن كنون او اسمه الادريسي القاسم بن محمد بن القاسم بن ادريس وقد تقلصت دولته جدا ومركزها فاس وكانت قبيلة زناته مناهضة للشيعة بينما لم تكن صنهاجة .. كذلك كانا  جعفر ويحيي ابناء علي بن حمدون مناهضين للشيعة خاضعين للاندلس وابن حمدون هذا يعرف بالاندلسي وجده كان من البيرة وانتقل الى افريقية و قد تعرف على مؤسس الدعوة الفاطمية في الحج ودخل في جماعته لما ظهر في افريقية ومنحه ولاية انتقلت الى ابنائه ولكن اتهم جعفر بالاتصال بامراء زناته وتوعده الخليفة ففرا الى زناته /وفي 360  توجه جيش من افريقية لغزو المغرب بقيادة زيري بن مناد الصنهاجي قائد جيش الخليفة المعز لدين الله فدارت حرب طاحنه بينه وبين زناته و بني حمدون انتهت بمقتل زيري ومعظم جيشه /في361 ارسل الفاطمي جيش اخر بقيادة بلتكين بن زيري للانتقام فاثخن في المغرب وهزم زناته شر هزيمة واعاد المغرب كله الى طاعة العبيديين وانتقل ابناء حمدون الى قرطبة ..وعاد الحسن بن كنون الى طاعة العبيديين/في 362 لما رجع بلتكين الى افريقية بسبب التجهز لنقل الخلافة الى مصر ..

 ارسل الحكم المستنصر جيش كبير لاخضاع بن كنون فهزم الاخير لكن فر بن كنون الى حصن حجر النسر  / 363 جمع بن كنون قواته وقاتل الاندلسيين مرة اخرى فهزمهم هذه المرة / فارسل الحكم الى بن كنون جيشا بقيادة قائده الوزير غالب قائلا سر مسير من لا اذن له بالرجوع الا حيا منصورا او ميتا معزورا فلبث في حصار بن كنون ثم لحق به محمد بن ابي عامر بالمال والهدايا لتقريب حلفاؤه من البربر وابعادهم عنه ثم لحق به مدد اخر بقيادة الوزير يحيي بن محمد التجيبي واخوته فتم حرمانه من انصاره وتخريب ما حوله وهزموه في معارك جانبية حتى ضاق بالحصار فطلب الامان واستمرت حملة غالب حتى قضى على الادارسة ودخل فاس فخضع المغرب كله لبني امية  وعاد بالحسن بن كنون واهله الى قرطبة فنفاه المستنصر الى خارج الاندلس والمغرب فالتحق بالخليفة الفاطمي / في 364 هاجم جيش مشترك من النصارى حلف غرماج على مقربة من مدينة سالم فحاصروه فسار لنصرتهم جيش بقيادة غالب الناصري ولكن الحامية هزمت النصارى وشتتهم قبل وصول غالب فانطلق الى قشتالة وما حولها وخرب فيها  /


في 365 شعر الحكم بالضعف فقرر ان يأخذ البيعة بولاية عهده لابنه هشام وقد كان طفلا فتولى اخذ البيعة محمد بن ابي عامر وقد كان كافلا لهشام ثم  صاحب الشرطة والمواريث واخذ عليه ذلك اذ كان يجب ان يعهد بها الى رجل قوي بالغ / ثم مرض الحكم فاحتجب فصرف امور الحكم حاجبه جعفر بن عثمان المصحفي ومات الحكم في 366 - 976 / والحكم كان عالما فقيها في الدين وعالم في الانساب والتاريخ شغوفا بجمع الكتب من كل العالم فاصبحت المكتبة الاموية في عهده من اكبر مكاتب العالم وكانت جامعة قرطبة في المسجد الجامع منارة العلوم يأتيها الطلاب من كل مكان كما انشأ المدارس في قرطبة للتعليم بالمجان وكان عصره عصر اهتمام بالعلوم فلم يكن هناك احد في رعيته لا يجيد القراءة والكتابة وتنافسوا على انشاء المكاتب والقراءة  .. وسع جامع قرطبة للضعف واصلح قنطرة قرطبة .. واتسم عهده بالسلام مع الممالك النصرانية في الشمال .



المؤيد بالله هشام بن الحكم  والمنصور محمد بن ابي عامر .. ولد هشام في مدينة  الزهراء في  354..  وامه صبح او ارورا النوفارية او البشكنسية .. تولى الحكم وهو طفل صغير في 12 في 366 - 976 فكان في وصاية امه و محمد بن ابي عامر و يتولى امور الدولة الحاجب المصحفي / 

وقصة مبايعته كالتالي عقب وفاة المستنصر كتم امره خادماه الخصيان فائق وجوذر ووضعا خطة لتولية المغيرة بن عبد الرحمن الناصر وتنحية هشام وعرضا على المصحفي خطتهما فتظاهر بالموافقة وانصرف فاحكم ابواب القصر ودعا كل انصار المستنصر ورجال الدولة من عرب وبربر واطلعهم وحذرهم من خطورة تولية المغيرة على مصلحتهم واتفقا على اخماد مخطط الصقالبة فتطوع بن ابي عامر بقتل المغيرة فذهب الى داره ببعض الجند وامر بقتله .. ثم بايع الكل هشام وبذلك اصبحت السلطة في يد ثلاثة هم المصحفي ومحمد بن ابي عامر و صبح البشكنسية  /



محمد بن ابي عامر هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ابي عامر المعافري وجده هو عبد الملك بن عامر المعافري من اوائل من دخلوا الاندلس مع طارق وموسى بن نصير  وامه من تميم/ وسكنوا حصن طرش وابوه كان عالما بالحديث  الشريعة وكذلك كان محمد مقبلا على الدرس فنزل قرطبة وتعلم في معاهدها وكان نابغا طموحا وسيما .. كان في 27 عندما رشحه المصحفي لادارة املاك عبد الرحمن بن الحكم ثم املاك اخيه هشام من بعده وقد قبلته صبح لما فيه من ميزات وقبله الخليفة  .. 

تدرج بن ابي عامر  سريعا في الوظائف فوكل اليه بجانب ذلك النظر على الخزانة العامة وامانة دار السكة ثم عين للنظر على خطة المواريث في 358 ثم قاضيا لاشبيلية ولبلة ثم مديرا للشرطة الوسطى في 361 وناظرا على الحشم الخاص ولقب بفتى الدولة /وصعد بتلك السرعة بسبب مواهبه الكثيرة وحسن ادارته للمهام التي يوكل بها  وتعاطف صبح معه فكثرت حولهما الالسنة وكثر الواشون به فقيل انه يبدد اموال الدولة فطلب المستنصر كشف بالخزانة فوجدها على احسن حال فزادت قيمته عند الخليفة .. والواقع ان العجز كان كبيرا بالخزانة وعوضه بن ابي عامر من اموال صديقه الوزير بن حدير .. والمصحفي فكان بخيلا لكن كان اديبا وشاعرا /


  اما بن ابي عامر فكان ينفق من فائض الخزانة الذي يحققه بحسن ادارته في اصطناع الرجال و تكوين الانصار وتأليف القلوب رجال ونساء عرب وبربر وموالي وثقالبة على الميل له بالاضافة الى مهاداة صبح ولمكانته عندها ولمكانتها عند ولدها الصغير الخليفة رقي بن ابؤ عامر الى رتبة الوزارة فتشارك مع المصحفي في الحكم / وبذلك اصبح هناك عداء و توجس بينهما لكن كان عدوهما المشترك هم الصقالبة بالقصر فتم التضييق عليهم وتفريقهم واضعافهم حتى تم القضاء على زعمائهم / في 366 - 977 اكتسب بن ابي عامر مكانة في مكان اخر هو الجيش هذه المرة فقاد في ذلك العام الجيش في حملة لتأديب قشتالة وردعها بسبب اعتداءتها في الفترة السابقة فغزاها وانتزع حصن الحامة وعاد /ثم عمل بن ابي عامر على ضم غالب الناصري لانصاره ضد المصحفي فسعى لدى صبح وبالتالي الخليفة فرقي غالب الى صاحب الوزارتين ثم قاد حملة اخرى في نفس العام فالتقى بجيش غالب الناصري  واخترقا اراضي قشتالة القديمة وانتزعوا حصن مولة وغنموا ورد له غالب الجميل فنسب اليه النصر رغم دور غالب الاعظم فيه / ولما عاد استطاع انتزاع امر بعزل بن المصحفي وتولية بن ابي عامر قرطبة فاحسن تنظيمها واستخلف عليها ابن عمه عمرو بن عبد الله بن ابي عامر / وبعدها اراد المصحفي استمالة غالب فطلب ابنة الاخير  لولده وابنة غالب هي الزوجة السابقة للوزير بن حدير .. لكن قطع بن ابي عامر الطريق على المصحفي اذ سعى الى الخليفة لتزويجه ابنة غالب فوافق  غالب /


في 367 التقا المعافري وغالب في غزوة جديدة في ارض النصارى فافتتحا بعض الحصون وغنما وعاد المعافري منتصرا فرفعه الخليفة الى رتبة الوزارتين اسوة بغالب / ثم تم زفافه بابنة غالب كما رقي غالب الى الحجابة مع المصحفي فتقلص دور الاخير كثيرا وبعدها استصدر المعافري امرا من الخليفة فعزل المصحفي وحكم عليه بالفساد وسجن حتى مات في 372 كما قتلوا ابن اخيه هشام  / فتفرغ بن ابي عامر للجيش فاستزاد من انصاره فيه وضم الكثير من البربر والنصارى وغير من نظام الجيش ففرب قبائل العرب بعدما كانوا عصبة كل قبيلة في مكان واحد وقدم البربر وزاد في الاعطيات وبذلك اصبحت امور الدولة والجيش في يديه وعمل على حجب الخليفة هشام عن العامة لا يتحرك الا بامره فاصبح كالسجين في قصره/ في 368 وضع بن ابي عامر نواة مدينة الزاهرة لتكون مدينة ملوكية خاصة به يدير منها شئون الدولة  فانتقل اليها في 370  وبذلك اصبح قصر الخليفة مهجورا في الزهراء لا يدخله ولا يخرج منه احد الا بامر بن ابي عامر فغضبت صبح وعملت على مواجهة بن ابي عامر بتقليب خصومه عليه فصبح كانت تعمل من اجل مصلحة ولدها منذ البداية طفل محاط بالكثير من الامويين يرون انفسهم احق بالخلافة وغيرهم من الوان المخاطر فرأت من الحكمة محالفة بن ابي عامر كانت تحبه ولكن كان ايضا مصدر ثقة وذو قوة كي يعملا معا على حفظ الخلافة لهشام حتى يبلغ اشده  ولكن انقلب بن ابي عامر وانتزع السلطة وبقى الاسم للخليفة .. فانقلبت عليه صبح والبت عليه خصومه
في 369 بعدما هزم الخليفة الفاطمي العزيز بالله القرامطة في مصر والشام ارسل والي افريقية بلكين بن زيري لغزو المغرب فهزم كل من واجهه فارسل المنصور جيش بقيادة جعفر بن حمود فهزم واستولى بلكين على المغرب كله الا اجزاء في الشمال /

ضجر غالب الناصري من افعال بن ابي عامر  فنشأ بينهما العداء فرفع بن ابي عامر الى الوزارة جعفر بن علي بن حمدون الاندلسي واستماله وبه استمال الكثير من البربر الذين وفدوا عليه من عدوة المغرب / واثناء الصائفة في قشتالة دعا غالب  محمدا واثناء حوارهما تعاتبا فاشهر غالب سيفه ففر بن ابي عامر ببعض الجروح الخفيفة / وبعدها بدأت المعارك التي انتصر فيها غالب حتى جاءت المعركة الحاسمة في 371 حيث حالف غالب ملك ليون ولقي قوات بن ابي عامر فوثب غالب على ميمنة اعداءه بقيادة جعفر وعلي ابناء حمدون فشتتهم ثم كر على ميسرتهم فشتتهم ثم تأهب لغزو القلب بقيادة بن ابي عامر لكنه ترك ارض المعركة فوجدوه ميتا في الغابة بدون اي اصابات..  لكن ابن ابي عامر  فعل فعلة شنيعة اذ مثل بجثة غالب وعلقت على باب القصر في الزاهرة فلم تنزل الا في 399 - 1008 /



وعندما خلت الساحه  لابن أبي عامر شرع في الغزو فكان يغزو بنفسه فقاد 50 او 52 غزوة لم يهزم او يفر له جند في اي واحدة  / في 371 قاد محمد جيشه لمعاقبة ملك ليون لتدخله وحلفه مع غالب فاثخن في القرى والضياع حتى فر النصارى للجبال وتحالفت جيوش ليون وقشتالة ونافار فقاتلهم وهزمهم ثم زحف الى مدينة ليون لكنه عاد الى قرطبة قبل بدء حصارها بسبب تساقط الثلوج بكثافة / ومن ذلك التاريخ 371 بدء محمد باتخاذ صفة الملك فتكنى بالحاجب المنصور ابي عامر محمد بن ابي عامر .. ودعي له على المنابر ونقش اسمه على السكة مع الخليفة يدير امور الدولة من الزاهرة ويقبل رجال الدولة يده بينما الخليفة في الزهراء معزول تماما .

/ في 372  تخلص المنصور من رجله السابق جعفر بن حمدون الاندلسي فدعاه لجلسة سمر فسكر وقتل وهو في طريق عودته / ومن 982 : 984 - 372 :374  سخط عامة ليون على ملكهم راميرو الثالث وقدموا ابن عمه برمودو فدارت بينهما معارك انتصر برمودو واستعان بالمنصور ليخضع ولايات ليون فامده المنصور بجيش وبقيت حامية كبيرة في ليون فاصبحت ليون تابعة للمنصور تؤدي الجزية لاول مرة في تاريخ الاندلس / في 374 - 375 قاد المنصور غزوته ال 23 فموه في تحركه حتى وصل مرسيه  فبقى فيها 23 يوم حيث استضاف كل الجيش واليها الثري احمد بن عبد الرحمن المعروف بدجيم بن مروان ثم توجه الى برشلونة فهزم جيشها بقيادة الكونت بوريل ودمر المدينة بالكامل وتركها وعاد الى قرطبة وبالرغم في نجاحه في استرداد عاصمة امارة قوية هي قطلونية الا انه لم يعمل على الاحتفاظ بالمدينة بعدما خربها /

في 373 -375 ارسل العزيز بالله الفاطمي الحسن بن كنون ليعيد دولة الادارسة في المغرب فخرج في جيش وامده  والي المغرب بلكين بقوات اضافية فدخل في طاعته من دخل فارسل اليه بن ابي عامر جيش بقيادة ابن عمه عمرو بن عبد الله بن عامر و جيش اخر بقيادة ولده عبد الملك بن محمد فهزموا بن كنون فطلب الامان فامن ثم ارسل المنصور من قتله في الطريق لتنتهي دولة الادارسة .. / في 376 سار الى المغرب الوزير الحسن بن احمد بن عبد الودود السلمي الذي ولاه المنصور فاحسن ضبطها واجتمعت اليه زناته ومغراوة  فقرب زعيم مغراوة زيري بن عطية / في 381  خرج الحسن وزيري لقتال بني يفرن فهزما وقتل الوزير الحسن فتولى المغرب زيري بن عطية / في 382 ارسل المنصور في طلب زيري للقدوم اليه ففعل واكرمه المنصور واعطاه لقب الوزارة والتي لم تسعد زيري اذ كان يتطلع للامارة  / في 383 لما عاد زيري وجد بني يفرن اعتدوا على فاس فقاتلهم وانتصر مغراوة واصبح زيري رجل المغرب الاقوى / في 386 - 996 ابتنى زيري مدينة جديدة هي مدينة وجدة وحصنها بالاسوار  وترك مدينة فاس في الغرب والقريبة من خصومه  وانتقل الى وجدة التي تتوسط المغرب /


في 387 غزا المنصور ليون بسبب اعتداء برمودو على الحامية الاسلامية بها ثم توجه الى قلمرية فخربها تماما وتركها / ثم توجه الى نافار فقاتل البشكنس وطاردهم حتى عاصمتهم وعاد الى سرقسطة حيث ولده عبد الملك الا ان الرواية النصرانية تشير الى انتصار البشكنس في تلك الغزوة / كما تشير الى استيلاء الفرنج على برشلونة اثناء تلك الاحداث / وبعد عدة اشهر غزا المنصور ليون مرة اخرى فحاصر عاصمتها واقتحم اسوارها وهزمهم ونهبها وخربها وقتل الكثير ثم تركها وتوجه الى سمورة فاخضعها ودخلت في طاعته معظم مملكة ليون / في تلك الفترة دبرت مؤامرة في الثغر الاعلى سرقسطة اطرافها واليها عبد الرحمن بن مطرف التجيبي وولد المنصور عبد الله وقد كره من والده تفضيله لاخيه عبد الملك  وكذلك الوزير عبد الله بن عبد العزير المرواني والي طليطلة / علم المنصور المؤامرة فدعى ولده اليه واحسن في معاملته ..وصرف المرواني عن طليطلة بطريقة لا تريب..  واثناء غزو قشتالة في الصائفة او غزوته 45 ارسل الى ولاة الثغور فجاؤوه وفيهم عبد الرحمن التجيبي فاتهمه بحبس ارزاق اهل الثغور واقاله وعين مكانه اخيه يحيي ..واعدم بامر المنصور بعدما عاد للزاهرة واثناء حصارة لسانت اشتين فر ولده عبد الله فالتحق بكونت قشتالة ورفض تسليمه فحاربه المنصور واثخن في قشتالة حتى سلمه عبد الله فضربت عنقه في 380 - 990  .. وفر الوزير المرواني الى ملك ليون /

وبعدها عاقب المنصور كونت قشتالة فحث ولده سانشو على الانقلاب على ابيه وايده علنا حتى تحاربى فاستغل المنصور الفرصة فانتزع شانت اشتين وكلونية /وفي 381 اقدم المنصور على خطوة جريئة اخرى فرشح ولده عبد الملك لولاية عهده وقلده الحجابة كما قلد ولده عبد الرحمن الوزارة/  وفي 385 قاد المنصور الجيش وهزم كونت قشتالة فرنانديز ومات الاخير متاثرا بجراحه فخلفه ولده سانشو ودفع الجزية للمنصور / ثم توجه الى ليون الغير مستقرة حينها  فهزمهم وفر ملكها وسلم في النهاية فارسل له المرواني فسجنه المنصور وهكذا  اصبحت قشتالة و ليون تعطي الجزية للمنصور وهي لم تحدث من قبل في الاندلس/

وفي تلك الاثناء زادت محاولات ام الخليفة صبح من تأليب خصوم المنصور عليه اذ كان المنصور ينوي ان يتوشح بالخلافة ويقصي المؤيد هشام تماما لكنه تراجع بسبب كره الناس للمنصور بسبب سياسته مع الخليفة رغم اعجابهم بما حققه للدولة .. فارسلت صبح الى زيري بن عطية بالمغرب لقتال المنصور فاستجاب لما يحمله على المنصور و لوفائه لبني امية لكن اكتشف المنصور مسعى صبح فنقل كل اموال قصر الخليفة الى قصره وقطع نفقات زيري فقطع الخطبة للمنصور بدوره / ارسل المنصور جيشا لقتال زيري فهزم / فحشد جيشا اخر بقيادة مولاه الفتى واضح وجيش اخر بقيادة عبد الملك فقاتلو زيري والبربر في عدة معارك طاحنة انتهت بانتصار جند الاندلس في 387  فتولى ولايته عبد الملك ثم عيسى بن سعيد ثم في 389 تولى ولاية المغرب الفتى واضح / لكن جمع زيري صفوفه واستولى عل  بعض المدن ونادى فيها لهشام والمنصور  وطلب العفو فاعاده المنصور لولاية المغرب ومات زيري في 391 - 1001  فخلفه المعز بن زيري واقره المنصور

في 387 - 997 قاد المنصور غزوته 48 فغزا جليقية وهي اهم غزواته بسبب اهمية المدينة من الناحية السياسية والدينية ففيها مدينة شانت ياقب الدينية نسبة الى القديس ياقب او يعقوب الذي يتوسط قبره المدينة فخرج في فرسانه كما ابحر اسطول عظيم وتقابلا عند ثغر بوردوا فاخترق كل مدن جليقية فكان معظمها خالي من اهلها الذين فروا فخرب وهدم وغنم ولم يترك الا قبر القديس ياقب ومدن النصارى من كانوا في طاعته ورافقوه طوال الغزوة فاهداهم من الغنائم وعادوا ثم عاد الى قرطبة مظفرا /في 389 مات ملك ليون برمودو فخلفه ولده الطفل الفونسو الخامس بوصاية كونت جليقية/في 389 غزا نافار / في 390 غزا قشتالة في جيش كبير ليواجه تحالف ملوك النصارى فهزم في البداية لولا ثبات القلب بقيادة ولدية عبد الملك وعبد الرحمن وجند البربر فانتصر المسلمون وطاردوا جند النصارى وتقدموا حتى عاصمة قشتالة برغش/في 392 خرج المنصور الى آخر غزواته فغزا قشتالة واثخن فيها واصيب بجراح في المعارك فاصابه الاعياء في طريقه فحمل على محفةحتى مدينة سالم فمات ودفن فيه  .. وكانت وفاة المنصور عن عمر 63 عام في 27 رمضان 392 ودفن بمدينة سالم / ولكن الرواية النصرانية تقول ان في تلك الغزوة حشد المنصور جيش عظيم من افريقية و الاندلس والبرتغال المسلمة فقابلة تحالف النصارى ودارت معارك طاحنة مات فيها معظم قادة المنصور وجرح بجروح بالغة وانسحب في الظلام وهي رواية يوجد من لا يقبلها من النصارى وتنسب لمبالغات القشتاليين

والمنصور كان نابغة محبا مقبلا على العلم ومجالسة العلماء .. طموحا شق طريقه من اسفل دون الاعتماد على قبيلة او نسب بل دخل الاندلس منفردا فتعلم جيدا وعمل ونجح في كل الوظائف من القضاء الى ادارة املاك ولد الخليفة الى المواريث والسكة والشركة والحجابة وقيادة الجيوش .. وكان المنصور طاغية كغيره يعتمد على الحيل  التدبير للوصول الى الغاية  ولكنه لم يستخدم ذلك عبثا فحصل على مراده وهي السلطة فاجاد استخدامها وبلغت الاندلس في عصره القمة اختفت الثورات .. عاش الناس في سلام ورخاء وسعة وازدهرت العلوم وقرق العلماء والادباء وعمل على جمع الكتب من كل مكان .. واوقف مظاهر الفسق وكسر حاويات الخمور وان يقول بعض الرواة ان له عادة وحيدة سيئة هي شرب الخمر وان توقف عنها قبل موته..   و امنت الثغور من اعتداءات الممالك النصرانية .. ووجه ضربات مفجعة لتلك الممالك فوصل الى  عواصمها واخضعها ودفعت الجزية استرد برشلونة و دخل عاصمة قشتالة وهزم ليون ودخل جليقية ودخل عاصمة نافار وقلمرية فتح مدن حصينة ..لم يهزم هزيمة ذات بال  ولكن يؤخذ عليه مثل غيره انه لم يستغل ذلك فلم يقضي تماما على تلك الممالك وان اردعهم واخضعهم ..ففتح برشلونة وتركها مخربة فلم يسكنها المسلمون مع غيرهم ويحصنها وكذلك مع جليقية وقلمرية وقشتالة ..الخ ..اما الجيش فبلغ اقصى قوته وعدده وعتاده في عهده فقل اعتماده على المتطوعين وكثر فيه البربر والمرتزقة من المستعربين النصارى  .. بنى مدينة الزاهرة او العامرية  وضاعف مساحة جامع قرطبة .



عبد الملك بن محمد بن ابي عامر ولد في قرطبة في 264  وامه حرة تدعى الزلفاء وتولى الحجابة خلفا لابية وهو في 28 في 392 ويكنى ابو مروان وسيف الدولة والمظفر بالله / سار عبد الملك على خطى والده فاحسن قيادة الدولة وسادها الامن والرخاء والقوة وابقى على رجال والده / 

في 393 خرج المظفر على قيادة جيشه في حشد مهيب قاصدا غزو برشلونة فسار الى طليطلة ومنها الى سالم حيث انضم اليه الفتى واضح ثم الى سرقسطة حيث انضم اليه كونت قشتالة ومنها الى برشلونة ففتح عدة من الحصون وقضى عيد الفطر وعاد الى قرطبة الى قصر الخليفة هشام المؤيد فقبل يده وهنأه بنصره ثم عاد الى قصره بالزاهرة وبعدها اتاه كونت برشلونة للصلح /في 394  كان غرسيه و مننديث امير جليقية قد احتكما للملك في احقية اي منهما بالوصاية على ملك ليون الطفل فانتصر قاضي النصارى لمننديث فغضب غرسيه واعتدى على بعض اراضي المسلمين فخرج عبد الملك لغزو قشتالة فاثخن حولها دون اي مقاومة وعاد وطلب اميرها غرسيه الصلح فاعطاه له/ في 395 خرج المظفر لغزو ليون والتحق به واضح و غرسيه فاخترق اراضيها وعاد بالغنائم دون نتيجة ملموسة / في 396 خرج فغزا بنبلونة عاصمة نافار او قيل غزى احدى ولايات البرنيه الفرنجية  الا انه لم يحقق جيش وضرب الجيش المطر والرعد فعاد الى قرطبة / في 397 قتل عبد الملك رجل دولته عيسى بن بسبب تدبيره مع آخرين لقتل عبد الملك وعبد الرحمن ونقل الخلافة من هشام المؤيد الى ابن عمه هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر وقتل ايضا بن عبد الجبار / في نفس العام 397 خرج المظفر لغزو تحالف كل ممالك النصارى  فانتصر عليهم في معركة قلونية او تسمى النصر  وعاد الى قرطبة فاستصدر من الخليفة هشام  لقب المظفر بالله 398 /
في صفر 398 خرج لغزو قشتالة مرة اخرى لعودتهم للعدوان على اراضي الثغور / في شوال 398 خرج لغزوته السابعة والاخيرة تسمى غزوة العلة حيث لم يكد يصل الى مدينة سالم حتى اشتد عليه المرض فعاد الى قرطبة فتحسن قليلا فخرج للغزو لكن اصابه المرض مرة اخرى فعاد على محفة ومات في المحرم 1008- 399 وقيل قتله اخوه عبد الرحمن بالسم / وتشير الروايات الى بأس المظفر وورعه وتقواه الا ان اخرى تشير الى عادة سيئة له هي شربه للخمر وبكثرة  وله جلسات لهو من حين لاخر  ..واستمر في الانفاق على العلماء والادباء بالرغم من ابتعاده عن مجالسهم وعدم ميله للعلم والادب.. استمر على حجب الخليفة  هشام عن العامة الا انه كان يجالسه ويتعامل معه بشكل ارق ..  واعتمد في ادارة الدولة على الفتيان العامريين  مثل واضح وعيسى بن سعيد الذي اصبحت في يده كل امور الدولة وتخلص منه المظفر كما ذكر ..  كما اكثر المظفر بالاستعانة ب البربر و الصقالبة فكرهه العرب .



عبد الرحمن بن المنصور  المكنى ابو المطرف بتشديد وكسر الراء و يكنى ايضا ب شانجه الصغير او شانجول لان امه هي ابنة ملك نافار سانشو غرسيه تزوجها المنصور واسلمت .. تولى بعد وفاة اخيه وهو في 25 في 399 / تقول الاخبار انه كان ماجنا فاجرا يجاهر بالخمر / في ربيع الاول 399  اعلن في العامة ان عبد الرحمن بن المنصور اختاره الخليفة المؤيد وليا لعهده  .. وذلك ان عبد الرحمن لتهوره اجبر الخليفة على اصدار ذلك القرار وبايعه الناس امام الخليفة .

كما استصدر شانجه مرسوما بتولية ولده عبد العزيز الحجابة ومنحه لقب سيف الدولة / وفي شتاء 399 - 1009 خرج لغزو النصارى قاصدا جليقية ففروا للجبال وفي طريق عودته علم بحدوث انقلاب في قرطبة وخلع هشام ومبايعة ابن عمه محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر .. ولم تكن ثورة لحظية بل كانت تشتعل تحت الرماد حتى اتت الفرصة وكان محمد بن هشام متخفي في مكان معزول بايعة المروانين وغيرهم  ينتظرون الفرصة فكانت عناصر الثورة ام اخيه الزلفاء انتقاما لولدها المظفر ومعها المروانيين المطالبين بحقهم  و العرب الذين استبعدهم وكرهوا سياسة العامريين و العامة الذين كرهوا العامريين و شدة حكمهم وتفردهم بالحكم وقلة حيلة الخليفة وكرهوا مجون شانجه فلم يكن له من الصفات التي تشفع له فدخلوا الزاهرة والزهراء ونهبوا القصور ثم هدموا الزاهرة واجبروا هشام المؤيد على خلع نفسه وبذلك قضى كخليفة 33 عاما ولكنه سيظهر مرة اخرى ويستغل فيما هو آت وجلس على كرسي الخلافة محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر الاموي  17 جمادي 399  ولقب بالمهدي /وما ان عاد عبد الرحمن شانجه الى قرطبة حتى لم يبقى في جيشه احد فقد تخلى عنه الفتى واضح العامري صاحب طليطلة ومدينة سالم ودخل في طاعة محمد بن هشام فلم يبقى مع شانجه الا حرمه وبعض خاصته فقد تخلى عنه الكل ولجأ الى دير فارسل اليهم محمد بن هشام من يقتله فقتل وعلقت رأسه على باب السدة في 3 رجب - 1009 -399 فكان زوال دولة بني عامر دولة الحجابة سريعا جدا وعلى يد عدد قليل يدعمهم ثورة  العامة وقد اكملت 35 عاما فقط.. ولم يكمل عبد الرحمن المنصور في الحكم عاما .



المهدي محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر  ولد  في 366  وامه تدعى مزنة وتولى الحكم وهو في ال 33 في 17 جمادي الاخر 399  ولقب بالمهدي..واسند ولاية العهد الى سليمان بن هشام بن عبد الرحمن الناصر /  وما ان مات رجل غير مسلم يشبه هشام  حتى استغل المهدي ذلك فاخفى هشام المؤيد واعلن موته في العامة وشهد الفقهاء على ذلك .. اما المهدي فما ان استقر قليلا حتى انقلب على ولي عهده فسجن سليمان بن هشام  وطرد من الجيش الآلاف وقلل من سلطات البربر كما كان العامة يكرهونهم ويتعرضون لهم وينهبون دورهم فسخطوا على المهدي الذي بالغ في اللهو وشرب الخمر / فعمل هشام بن سليمان على خلع المهدي انتقاما لابيه وايده البربر والفتيان العامريين والعامة فحاصروا المهدي ودارت معركة انتصر المهدي فيها وقتل هشام وقتل الكثير من البربر .. ففروا الى قلعة رباح وفر معهم سليمان بن الحكم بن عبد الرحمن  والحكم هنا حكما اخر غير الحكم المستنصر.

فالتف البربر حول سليمان بن الحكم بن عبد الرحمن الناصر ولقب بالمستعين بالله  وتوجهوا الى الثغر الاوسط يعاونهم قوات ملك قشتالة فلقيهم واضح العامري بقواته فانهزم هزيمة شديدة في ذي الحجة 399  وفر الى محمد بن هشام المهدي في قرطبة فلحقوا به فخرج اليهم واضح في جيش من اهل قرطبة فهزم هزيمة شديدة اخرى في ربيع الاول 400 -1005 وفر الى الثغر ولحق به المهدي بعدما اظهر هشام المؤيد من سجنه في محاولة اخيرة للتحصن بشرعيته فاستهزءوا به .. ودخل سليمان المستعين قصر قرطبة في 15 ربيع الاول 400 وبويع بالخلافة
المهدي محمد بن هشام الخليفة مرة اخرى في منتصف شوال 400 / ثم هشام المؤيد الخليفة مرة اخرى في 8 ذي الحجة 400 / ثم عاد سليمان المستعين وخلع  هشام اغلمؤيد في 403 / ثم علي بن حمود الخليفة في 407 .


ثم جمع المهدي فلوله وعاد بجيش يعاونه الفرنج فهزم سليمان والبربر ودخل قرطبة وبويع مرة اخرى بالخلافة في منتصف شوال الا ان المهدي هزم في معركة اثناء مطاردة البربر فعاد وحصن قرطبة ثم تأمر عليه واضح العامري وهو من رجاله ضاق بطغيان المهدي فاخرج هشام من محبسه وقطع رقبة المهدي وبويع هشام المؤيد للخلافة مرة اخرى في 8 ذي الحجة وهو في ال 47 واصبح حاجبه واضح العامري / في اثناء ذلك استمر البربر على مبايعة سليمان  هاجموا قرطبة وعاثوا فيها كما سلم هشام للنصارى 200 حصن من اهم الحصون الشمالية بسبب مساعدتهم له ولمنع محالفتهم للبربر وحاصر البربر قرطبة وقتل واضح اثناء محاولة فراره باموال طائلة ودارت معارك بين اهل قرطبة والبربر حتى هزمهم البربر ودخلوا قرطبة وقتلوا الكثير من اهلها وخلع هشام وعاد سليمان المستعين واضاف لقب الظافر بحول الله  26 شوال 403  واصبحت مناصب الدولة للبربر  واستولت 6من قبائل البربر المساندة  له على وسط وجنوب الاندلس والمغرب وكان نصيب  على والقاسم ابنا حمود على المغرب
نشر علي بن حمود اخبار رسالة من هشام المؤيد قبل ان يغلب عليه سليمان يوليه ولاية عهده وكاتب بن حمود العامريين في شرق الاندلس ووجد مؤيدين فعبر الى الاندلس وواجه قوات سليمان وهزمهم ودخل قرطبة ولما لم يجد هشام ظن انه قتل فقتل سليمان وابوه الحكم و اخوه عبد الرحمن وبويع علي بن حمود بالخلافة ولقب بالناصر  407-1016 ..لتنتهي دولة بني امية او بني مروان بعد ان ظلت 268 سنة وبدأت دولة بني حمود البربر وعلي والقاسم هم من بقايا زعماء دولة الادارسة بالمغرب يرجعان الى ادريس بن عبد الله الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب يعتقد ذلك ولكنهما كانوا بربر لسانا وطبعا ونشأة وبعد عدة اشهر تسلل 3 من الصقالبة الى قصره وقتلوه وهو في الحمام 408/ 

تولى الخلافة بعده اخوه القاسم وكان وقتها والي اشبيلية ولقب بالمأمون ..ثم خرج عليه بعض العامرين والاموين واختاروا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر ولقبوه بالمرتضى فقاتله القاسم  وهزم المرتضى وقتل ثم خرج على القاسم ابن اخيه يحي بن علي بن حمود وسار بجيشه الى قرطبه فهرب القاسم المأمون الى اشبيلية ونادى نفسه خليفه فيها /  اما يحيي دخل قرطبة وبويع بالخلافة في جمادي 412 ولقب ب المعتلي بالله وكان في ال 42 واصبح هناك خليفتان / وفي ذي القعدة 413 خلع البربر يحي المعتلي ففر ورجع القاسم المأمون فاعادوا مبايعته وسمي بامير المؤمنين.

/ لكن ثار اهل قرطبة في جمادي الثاني 414 فقاتوا البربر في عدة معارك حتى طردوهم ومعهم القاسم المأمون ففر الى جنوب الاندلس فتبعه يحيي المعتلي وقاتل القاسم فهزم الاخير وسجن وقتل بعد سنوات اما يحيي بن حمود المعتلي فبايعه البربر خليفه وكان يسيطر على ملقه وشريش وسبته وطنجه ام اهل قرطبه فاتجهوا لمن بقى من بني اميه فتشاوروا في المسجد على احد ثلاثة فبويع عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر في رمضان 414 -1023 وكان في ال23 ولقب بالمستظهر وكان له صفات وقدرات مبشرة الا انه سرعان ما ثار عليه العامة لما قبض على بعض المروانيين واستقدم بعض البربر فسبوا حريمه وماله وهرب وعثر على المستظهر في آتون الحمام فقتلوه وبويع مكانه ابن عمه محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر ولقب بالمستكفي بالله في 3 ذي القعدة 414 / 

والمستكفي كان ماجن عاطل سيء الطباع خرب قصور الناصر والمنصور واعدم ابن عمه محمد العراقي وثار عليه الناس فهرب في زي امرأة واغتيل في الطريق في25 ربيع الاول 416  / فارسل الناس الى يحيي المعتلي فدخل قرطبة وبويع بالخلافة في رمضان 416 وترك فيها حامية ورجع الى مالقة في 417 /

وبعدها ثار الناس على البربر فقرروا اعادة الامر لبني امية فاختاروا هشام بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر وهو اخو المرتضى فبويع بالخلافة ولقب ب المعتد بالله في ذي القعدة 418 وبقى يحكم من مكانه بحصن البونت ولم يقدم قرطبة الا في 420 / فاراخ الحبل لوزيره حكم بن سعيد الذي طغى فثار عليه الناس وقتلوا الاخير وحاصروا القصر وطردوا هشام المعتد بالله ونادوا بطرد كل بني امية ولا يبقى منهم احد بقرطبة كل ذلك استجابة لنصح الوزير ابو الحزم بن جهور ذي القعدة 422/


وفي تلك الاثناء عزم المعتلي يحيي بن حمود على حماية الاراضى التي استقل بها ومركزها مالقه فعزم على محاربة القاضي محمد بن اسماعيل بن عباد الذي استقل باشبيلية فتحالف الاخير مع محمد البرزالي والي حصن قرمونة بعد ان هزمه بن حمود واستولى على الحصن فاذاع بن عباد ان هشام المؤيد حيا وبايعه بالخلافة و سير جيش لقتال المعتلي فهزم الاخير وقتل في المحرم 427-1035 / وكان له ولدان الكبير ادريس والصغير حسن فبايع البربر  ابنه ادريس بن حمود وايده صاحب قرمونة بن برزال و صاحب المريه زهير العامري وصاحب غرناطة زعيم صنهاجة حبوس بن ماكسن ولكن مات بن ماكسن وخلفه ولده باديس  الذي غدر بان زهير  فقتله..  كما دخل بن عباد قرمونة فاغاث البرزالي حلفاؤه فهزموا اسماعيل بن عباد وقتلوه 431-1039 /
مات ادريس فخلفه ابنه يحيي وبويع بالخلافة في مالقه 431 ولقب بالقاسم بامر الله / في نفس الوقت بويع ابن اخيه حسن بن حسن بن يحيي المعتلي بالخلافة ودعمه الحاجب الصقلبي وابحر باسطول لقتال ابن ادريس وانتصر حسن بن يحيي وبويع بالخلافةولقب بالمستنصر  في مالقة في جمادي 431 / وفي 434 قتل حسن بالسم قتلته زوجته انتقاما لاخيها القاسم بامر الله  يحيي بن حمود الذي قتله المستنصر  / وغدر جند الحاجب نجا به واخرجوا  ادريس اخو حسن من السجن وبويع بالخلافة  ولقب بالعالي في 434 / في 438 ثار عليه ابن عمه محمد بن ادريس بن علي بن حمود فهرب ادريس الى سبته وبويع محمد بالخلافة ولقب بالمهدي / لكن ما ان جلس حتى خرج عليه البربر  و نادى البعض بخليفة هو محمد بن القاسم بن حمود ..واخرين نادوا  بخليفة اخر هو ادريس بن يحيي العالي فاصبح هناك 4 امراء للمسلمين هؤلاء البربر وهشام المؤيد او شبيهه في اشبيلية في كنف بن عباد /


قتل المهدي بالسم في 444 - 1053  فبويع مكانه ابن اخيه ادريس بن يحيي بن ادريس بن علي بن حمود ولقب بالسامي / ولكن رجع الى الخلافة مرة اخرى ادريس بن يحيي العالي بعدما ترك السامي مالقة طوعا قيل اصابته لوثه وقتل في العدوة وبقى ادريس خليفة في مالقة حتى مات في  446 /  فخلفه ابنه محمد ولقب بالمستعلي ولكن رفض بيعته باديس حاكم غرناطة فاستولى على مالقة في 449  وبذلك انتهى وجود بني حمود بمالقة وفر المستعلي منها  الى  مليلة وبقى بها حتى  مات في 456 / وكان يحكم الجزيرة الخضراء ابناء محمد بن القاسم بن حمود وفي 446 ارسل بن عباد جيش ليقضي على ما بقى من بني حمود بالجزيرة وكان يحكمها القاسم بن محمد فهرب الى المرية وبقى فيها حتى مات في 450 وبذلك اختفت دولة بني حمود التي حكمت المثلث الجنوبي وثغور عدوة المغرب الشمالية قرابة 50 عام .


أخبار الممالك النصرانية 

بعد موقعة شريش التي هزم فيها القوط وقتل ملكهم ردريك 92-711 فرت الفلول المتبقية من القوط الى المناطق الوعرة والجبلية في الشمال عند هضاب كانتابريا في الشرق اي عند نافار و بسكونيا فاجتمعوا تحت راية زعيم يدعى بتروس .. وفي هضاب أشتوريش في الغرب اي في جليقية تحت راية زعيم يدعى بلايو او بلاجيوس .. فاما امارة كانتا بريا فكانت في سهل غرب جبال البرنية وبالتالي كانت  في طريق الجيوش الاسلامية الغازية لفرنسا اما امارة اشتوريش فكانت وراء الحبال الوعرة  وكانت احدى الولايات الشرقية اعلى الثغر الاعلى هي بردوليا وهي ما عرفت ب قشتالة او كاستيليا نسبة الى كثرة حصونها.. وفي 97 عندما بدأت تأتي القلاقل من تلك الشراذم سار اليهم الحر بن عبد الرحمن الثقفي فاجتاحوا تلك المنطقتان لكن تحصن بلايو في الكهوف فحاصرهم المسلمون لكن انفضوا عنهم لوعورة ذلك المكان النائي الذي جعل الحصار بلا فائدة وقيل هجم بلايو على المسلمين وهزمهم ثم فر فتحصن في موقعه فشجع ذلك هجرة النصارى الى بلايو والدخول في طاعته  / في 112 في ولاية الهيثم بن عبيد هزم بلايو جيشا سيره منوسة حاكم البرنيه وتحصن مرة اخرى /في  114وبعد هزيمة بلاط الشهداء في عهد عبد الرحمن الخافقي انشغل المسلمون بقتال الفرنج فهاجمت عصابات الجلالقة اراضي المسلمين في أسترقة وشمال نهر دويرة / في 118 اي في ولاية عقبة بن الحجاج غزا ارض جليقية واستولى على بعض مواقعهم لكنهم تحصنوا في الجبال / وفي فترة ضعف الحكومة المركزية والحروب الداخلية قوية شوكة بلايو والتف حولة الكثير من النصارى / مات بلايو في 119-737 فخلفه ابنه فافيلا كما مات بتروس امير كانتابريا فخلفه ابنه الفونسو ويلقب بالكاثوليكي .. وتزوج الفونسو ابنة بلايو /وفي 739 مات فافيلا  فاختاروا الفونسو اميرا على المنطقتين

لتصبح مملكة واحدة هي المملكة النصرانية الشمالية او مملكة ليون النصرانية او جليقية كما يسميها المسلمون وحدودها وقتها من ارض البشكنس شرقا الى المحيط غربا ومن خليج بسكونيا شمالا الى نهر دويرة جنوبا وعهد بامارة كانتابريا لاخيه فرويلا وحاضرة جليقية اي الجزء الغربي من المملكة كانت كانجاس/ في 136 بعد معاناة الاندلس من القحط والحروب الداخلية استولى الفونسو الاول على استرقة وما حولها فضمها الى مملكته وعانى المسلمون في الشمال من اعتداءاتهم

/في 137 استغل قمع يوسف الفهري للثورات فاستولى على مدينة لك او لوجو المنيعة / كما عبروا نهر دويره كثيرا يعتدون على المسلمين ويأخذون النصارى الى مملكتهم وظل كل من الفونسو وفرويلا يتوسعون كل من ناحيته حتى بعدما خلال عمل عبد الرحمن الداخل على قمع الثورات / في 146 مات فرويلا وفي 147 مات الفونسوا فخلفه ابنه فرويلا الاول / وفي ظل انشغال الداخل باخضاع العلاء بن مغيث قام فرويلا الاول باعظم غزوة بعد غزو الفرنج لسبتمانيا والاستيلاء على اربونة فاستولى فرويلا الاول على لك وبرتقال و شلمنقة وشقوبية وآبلة وسمورة وقشتالة وضم ذلك لمملكة جليقية / في 148 ارسل الداخل قوات وصلت الى حدود جليقية وعادت بالغنائم / 

في 150 ارسل مولاه بدر في جيش غزا البة والقلاع وعاد بالغنائم / بعد ذلك ثار النصارى في غرب المملكة اي في جليقية على فرويلا وايد المسلمون ثورتهم واستردوا على العديد من المدن التي كان قد ضمها فرويلا قبلا / كما ثارت ثورة في الشرق اي نافار فاخضعها فرويلا / ومات فرويلا الاول  في 775 اثناء اخضاع احدى الثورات فانقسمت مملكته لانه ترك طفلا يدعى الفونسو فتولى القسم الشرقي اوليوس ابن عمه فرويلا .. وتولى القسم الغربي جليقية سيلو او شيلون زوج ابنة الفونسو الاول ولم تنشأ بينهما معارك / في 778 تحالف اوليوس مع المسلمين اثناء غزو شارلمان لاسبانيا / في 781- 163 توحدت مملكة النصارى مرة اخرى عندما مات اوليوس فتولى على المملكة سيلو وفي عهده عقدت هدنة مع المسلمين / توفى سيلو في 166- 784 فاوصل بالملك لالفونسو الثاني بن فرويلا الاول تحت وصاية زوجته فثارت جليقيةو فر الفونسو بن فرويلا الى البة وحكم مورجات او مورقاط الجزء الغربي جليقية وهو ابن غير شرعي لالفونسو الاول من جارية عربية فحكم غرب المملكة اي جليقية  حتى مات في 789 وبغضه النصارى لانه فضل مهادنة المسلمين ولامه العربية  /

ولما مات مورجات اختاروا برمودو لحكم جليقية بينما ظل الفونسو يحكم الولايات الشرقية ولكن ضاق برمودو بالحكم فعاد لعزلته بالدير وعادت المملكة موحدة يحكمها الفونسوا الثاني الملقب بالعفيف  791 - 175 وفي تلك الاثناء بنيت مدينةشانت ياقب على قبر القديس ياقب او يعقوب وهو قديس امر بقتله ملك بيت المقدس وحملة جثته عبر البحر حتى جليقية ووجد قبره في ظروف اسطورية وبني فوقه كنيسة ضخمة ومدينة اصبحت مزار المسيحيين من كل مكان

فحكم الفونسو الثاني جليقية زهاء نصف قرن فعاصر هشام و الحكم وعبد الرحمن الاوسط وجعل عاصمتها ابيدو  وفي عهده اصبحت نافار امارة مستقلة وتعددت المواقع بينه وبين المسلمين ولما مات خلفه ولده راميرو الاول او رذمير 842  / ولكن لم تكن الامور مستقرة فكان عليها ان يخضع ثورة الاشراف عليه وانتزاعهم السلطة اكثر من مرة ودارت معارك بينه وبين عبد الرحمن الاوسط/ مات راميرو في 850 فخلفه ولده اردونيو على عرش اشتوريش و بردوليا فلم تتوقف حملاته على الثغور وتواجه مع المسلمين في معارك كثيرة في عهد محمد بن عبد الرحمن هزم في كلها وارسل محمد اسطول ليقضي تماما على جليقية لكن تحطم بسبب العواصف ومات اردونيو في 866 فخلفه ولده الفونسو الثالث وهو في 14من عمره / فبدأت بتوليه النزاعات على العرش فاستولى على اوبييدو حاكم جليقية فرويلا بن برمند وفر الفونسو لكن اشراف القوط قتلوا فرويلا واعادوا الفونسو الثالث /

بعدها دبر اخوته  برمند و فرويلا و نونيو على قتله فاكتشف تدبيرهم فسمل اعينهم الا برمند فر الى استرقه وساعده المسلمون في الاستقلال بها حينا ..و توسعت المملكة في عهد الفونسو فوصلت الى جبال البرنيه وعبر النهر وتوغل في اعماق ارض المسلمين وهزم المسلمين في اكثر من موقعة 878 و 881 وفي ذلك الوقت كان محمد بن عبد الرحمن مشغول بقتال بني قسي في الثغر الاعلى ولما انتزعها اسرع الفونسوا في عقد هدنة طويلة مع المسلمين ليتفرغ


للثورات الداخلية فاستمرت حتى المنذر ثم عبد الله الا ان القتال الغير رسمي استمر اي بينه وبين الخارجين مثل محمد بن لب بن بني قسي والمهدي بن قط البربري وفي 910 تنازل الفونسوا الثالث عن العرش ثم مات بعدها بعد ان حكم 44 اثر انقلاب دبره ابناؤه وزوجته يؤيدهم قسط من الشعب والجيش فتولى المملكة ولده غرسية وولى اردونيو امارة جليقية وولى فرويلا امارة اشتوريش / من ذلك العام نقلت عاصمة المملكة من ابيدو الى ليون فاصبحت تسمى مملكة ليون بدلا من مملكة جليقية واشتوريش / اما في غرب البرنيه كانت امارة مستقلة هي نافار او نبرة او ارض البشكنس وعاصمتها بنبلونة التي استولى عليها الفرنج من المسلمين في اواخر القرن الثامن بعد طرد المسلمين من فرنسا فكانت عرضة دائما لغزوات الفرنج و الجلالقة و المسلمين.. وتداول حكمها الاقطاعين الفرنج وبعض كونتات كانتابريا وامراء اشتوريش ثم حكمها احد سادتها واعلنها امارة مستقلة ومن بعد عام 836  كانت امارة مستقلة ولكن اخذت طابع المملكة اذ تداول على حكمها نسل غرسيه انجيز بن انيجو ارستا او يسمى ونقة .. وقد تحالفت وتصاهرت مع بني قسي زعماء الثغر الاعلى فتزوج انيجو ارملة موسى بن فرتون وتزوج موسى بن موسى من ابنة انيجو / لما مات غرسيه خلفه ابنه فرتون ثم خلفه سانشو غرسيه ويعتقد انه اما ولده او رجل تغلب وملك .. ومنذ عهد سانشو غرسية اعلنت نافار مملكة رسمية ومات سانشو غرسيه في 926

توسعت واشتدت المملكة النصرانية في عهد فترة الفتنة والثورات الكبرى في عهد عبد الله  ولما تولى الناصر اعاد الدولة والقوة ومع ذلك فقد هزم هزيمة كبيرة على يد أردونيو الثاني في شنت اشتين 917 / وفي 925  مات اردونيو الثاني فخلفه اخاه فرويلا ومات بعد عام 926 فاشتد النزاع على السلطة بين اولاد اردونيو سانشو والفونسو ووجد الفونسو المعونة من ملك نافار سانشو ف واستطاع في النهاية ان يفرض سيطرته على فهزموا سانشو لكن عاد وهزمهم ثم هزموه لكنه استقل بشانت ياقب ولما مات اصبحت المملكة وحدة واحدة مرة اخرى في عهد الفونسو الرابع 929 / ولما ماتت زوجته ترك الحكم وتحول للرهبانية فتولى راميرو الثاني ولكن احب العودة للحكم فانتهز خروج راميرو لمعاونة ثوار طليطلة فاستولى على ليون مع ابناء فرويلا فعاد راميرو وهزمهم وفقع اعينهم / فاستقرت المملكة النصرانية ليون لراميرو الثاني او رذمير فكان خصما صعبا للمسلمين وهزم الناصر في موقعة الخندق  في 327- 939 /

قشتالة من الولاية الى المملكة : قشتالة اي كاستيليا كانت تسمى بردوليا وهي ولاية شرق المملكة النصرانية تمتد شرقا حتى  نافار وفي الجنوب من ولاية ريوخا  الى اراجون وسكانها من البشكنس واهل ألبة وعاصمتها وقتها برغش وكانت تتعرض لاعتداءات الجلالقة المستمرة لكن كانوا يردونهم وكانوا ينزعون للاستقلال فثاروا على اردونيو الثاني لكن اخضعهم وقتل منهم الكثير .. ثاروا مرة اخرى بزعامة الكونت فرنان كونثالث على راميرو الثاني فهزمهم وسجن كونثالث لكن استمرت ثورة القشتالين فافرج عنه بشرط خضوعه لمملكة ليون ومصاهرته ففعل واثناء ذلك عمل على توسيع وتقوية امارته وضم كونتيات قشتالة تحت سلطته ليجعل منها امارة مستقلة / وفي 950 مات راميرو الثاني فنشأت الصراعات على السلطة بين ولديه وتدخل امير قشتالة وملك نافار في الصراع ضد اردونيو بن راميرو الذي انتصر على الحلفاء وكان قد عقد هدنة مع الناصر في 955 ليتفرغ لذلك النزاع / ثم مات اردونيو فخلفه اخوه سانشو الذي نقض الهدنة ثم عاد فخضع بعد ان هزمه الناصر / ولكن ثار الاشراف في ليون وقشتالة  على سانشو لهزيمته ولبدانته ففر الى جدته طوطة ملكة نافار واختار الاشراف اردونيو الرابع بن الفونسو الرابع ليكون ملك على ليون / 

وفي 958 قصدت طوطة الناصر مطالبة بمعاونته على ارجاع سانشو للعرش وقبلا كان قد ارسل له طبيبا يهوديا فعالج سمنته  / وفعل الناصر وانتصر سانشو في تلك الحرب الاهلية وعاد لعرش المملكة النصرانية ليون وفر اردونيو الرابع الى برغش وانتهز كونثالث تلك الحرب فاستقل بقشتالة واصبحت امارة مستقلة / كما نكث سانشو بوعوده للناصر فاستعد المسلمون لغزوه..  فتحالفوا جميعا  والتحمت الجيوش فانتصر المسلمون واثخنوا فيهم ومن 963 : 967 تبدأ قشتالة في غزو الاراضي الاسلامية منفردة وتشتد رويدا حتى تصبح اقوى الممالك النصرانية / واستمر سانشو ملكا يواجه ثورات الاشراف حتى مات مسموما عام 966 بتدبير احدهم حاكم جليقية

وعندما توفى سانشو خلفه ولده الطفل راميرو الثالث فثار عليه الاشراف ونزع الامراء الاقوياء بالاستقلال مثل ولايات جليقية/ في 970 مات فرنان كونثالث امير قشتالة فخلفه ولده  غرسيه فرناندز كما مات غرسيه سانشيز ملك نافار فخلفه ولده  سانشو غرسيه الثاني / ولما مات المستنصر عادت قشتالة للعدوان على اراضي المسلمين فقام محمد بن ابي عامر بغزوهم مرارا والاثخان فيهم وهزمهم فرادي ومجتمعون  / واثر تلك الهزائم خلع الناس راميرو الثالث ورفعوا برمودو فدارت معارك بينهما انتصر برمودو ومات راميرو ولكن لم يجد برمودو راحة بسبب الاشراف فلجأ للمنصور واعلن الخضوع فامده المنصور بحامية في ليون / الا انه نكث بعدما قويت شوكته فغزا المنصور مملكة ليون وتوغل ودخل ليون كما غزا شانت ياقب واخضع مملكة ليون ومات برمودو في 999 فخلفه ولده الفونسو الخامس /  اما في نافار توفت الملكة طوطة عام 960 الوضية على ملك نافار سانشو غرسيو ومات الاخير في 970 فخلفه ولده سانشو غرسيه الثاني الذي توسعت دولته فاعتدي على المسلمين غير مرة فرد المنصور بالغزو فاثخن في نافار ووصل حتى عاصمتها بنبلونة .. ولما مات سانشو الثاني خلفه غرسيه سانشيز الثالث فحكم 5 اعوام  ومات فخلفه ولده  سانشو الثالث الملقب بالكبير