Friday, January 24, 2020

تلخيص كتاب معاوية بن ابي سفيان للعقاد




الكتاب تأليف عباس محمود العقاد


عدد الصفحات 130 صفحة


   الكتاب ضمن سلسلة العبقريات للأستاذ العقاد ، وأول ما  تلاحظه في الكتاب هو عنوانه فتجده هنا قد خلا  من العبقرية التي لازمت باقي مؤلفاته عن عبقرية الصديق وعمر وعلي وخالد رضي الله عنهم أجمعين ، وعندما تتجول في الكتاب تعرف ان اختيار العنوان كان مقصودا .

   في هذا الكتاب  يتناول العقاد شخصية أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان لا من ناحية السيرة التاريخية وتسلسلها من احداث ولكنه يغوص في الروايات التاريخية من مواقف واحداث وافعال ليحلل تلك الشخصية من الناحية الانسانية والنفسية ويزنها بميزان منطقي ومحايد حسب تقديره .. واسلوب الكتاب ممتع تشعر فيه بنفسية العقاد الهادئة وأسلوبه المرتب .. واضح في وحدته بدءا من عنوانه حتى خاتمته التي لخص فيها استنتاجه عن شخصية وسيرة معاوية .. فهو ليس كتاب ديني ولا أدبي ولا تاريخي ولا فلسفي ولكنه كل ذلك في صفحات معدودة 130 صفحة غنية بعيدة عن كل ما هو خارج وحدة الكتاب ..  ولكن  اي موضوع يتناول معاوية ض لابد ان يخوض في فترة الفتتة الكبرى .. وتلك نتج عنها انقسام شديد وكان لكل فريق حجته في موقفه فكان الصراع شديد على قدر اقتناع كل فريق برأيه وفي ايمانه بذلك ، والمشكلة الأكبر كانت في جيل متأخر من الاتباع ،فالقضية قد حسمت بتنازل الحسين ض وأصلح الله به أمر الأمة فأغلقت صفحة  ، ولكن تجددت فتن  أخرى لأسباب وغايات أخرى ، وعلى مدار سنوات وقرون عمل بعض الاتباع والمنتسبين على وضع الأحاديث و الروايات والاخبار التي تمدح والتي تذم لأغراضهم في هزيمة خصومهم معنويا وماديا ولغرض ازكاة نار الفتنة وهدم الدين وايجاد مكان لهم بالتمسح بالصحابة وآل البيت  وغيرها وانتشرت في كتب التراث حتى الشهيرة في الطبري والعقد الفريد والبداية والنهاية وغيرها .. وتلك المقدمة لأن الأستاذ العقاد لا يذكر درجة أي رواية من القوة أو الضعف ، بل يذكرها كأنها يقين ..!! يبني عليه تحليل في ذلك السياق .. 

    والأستاذ العقاد قد اختار الاخبار والروايات التي تخدم الغرض من كتابه ولا اقول انه استخلص النتيجة قبل ان يفصلها في كتاب وان كان ذلك محتمل ..  فهو  في بعض الاحيان لا يشير الى المصادر في اخبار صعبة وشديدة .. وفي الاغلب يشير الى المصادر وهي مصادر لاهل السنة مشهورة يذكرها مسلما بالاجماع على صدقها ولكن لا يوضح درجة ذلك الخبر من قوة وضعف .. ثانيا تجده يرسم شخصية او يستنبط صفة  وفقا لموقف واحد معروف في التاريخ وكانها مواقف عديدة فيقول  كلما او اشتهر   ... وهذه الملاحظة يجب ان تمضي مع القارئ طوال تصفحه لسطور الكتاب .. فالكاتب يعمل على استنباط ما بين السطور وفهم نفسية الشخصيات من المواقف التاريخية  فيعمم  ويرسم شخصية ويزنها وفق الظروف التي وجدت فيها وهو يقول انه لا يدخل في النيات ..

   العقاد في تناوله لشخصية معاوية هو يقارن بين عصرين اسلاميين عصر النبوة ويشمل الخلافة وعصر الملك وبين شخصيتين أمير المؤمنين علي ومعاوية ض وبين قومين من العرب بني هاشم وبني أمية فلكل طرف من تلك الازواج سمات افترقت كثيرا عن الطرف الثاني وان اشتركت في ازالة الشرك وصدق التوحيد  ..  يرى العقاد ان الظروف كانت مهيئة لمعاوية ولبني أمية حتى من قبل الاسلام فكان خلاص الأمر له اي الملك كان له اسباب لا يد فيها له ولا لمنافسيه واخرى له يد فيها .. ففي نهاية عهد امير المؤمنين عثمان كان جيل النبوة الذي يرى الاخرة اما عينيه في زوال وجيل اخر جديد زاحمت دنياه اخرته ومعظمهم من الاعراب والاعاجم الذين لم يتربوا نهائيا او بشكل كافي في مدرسة النبوة والصحابة وظهرت نزعتهم القبلية في ذلك الوقت فتطلعوا للحكم ناقمين تفرد قريش به فتحركوا وعملوا على الاضطراب .. والفتن في الكوفة والبصرة ومصر .. اما في الشام فكان عليها معاوية لمدة 20 سنة ومن قبله اخوه يزيد وقد دان كل الشام لمعاوية بالطاعة وابعد عنه كل مثيري الفتن ..  ومن قبل الاسلام كان لأمية وجود في الشام واقامه باهله لمدة عشر سنوات ... ثم كان لابو سفيان صخر بن حرب بن أمية قيادة القوافل الى الشام .. وكذلك تجارة أمير المؤمنين عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية .. فهو كما يقول معاوية ض عن نفسه في خطبته بالمدينة لست بخيركم ولكني خيركم لدنياكم ..

المهم ان ارض معاوية كانت غنية و مستقرة خالصة له موحدة قائمة على العصبية العربية وتوحدت أكثر على القصاص و طلب دم امير المؤمنين عثمان والكلمة فيها لمعاوية فهو افقهم .. بينما جبهة امير المؤمنين علي كانت متفككة فيها العرب والعجم والموالي وفيها من سيصبحوا الخوارج وقتلة عثمان وفيها الصحابة المطالبين بالقصاص من قتلة عثمان وفيها من الصحابة وغيرهم وممن يدقق ويقف للخليفة على كل قرار ويجادلوه فيه بينما ذلك لم يكن هناك في الشام .. فهو عصر لا يناسب عليا ومن قبله من الراشدين كخلافة للنبوة بينما كان يشبه معاوية في ملك قائم على اشياء اخرى وعلى الوسائل مع عدم خروج معاوية ض عن حماية الدولة الى جانب قدرات معاوية من دهاء وحلم وطموح وهمة عالية ...بعد ان وضح طبيعة الظروف التي كانت تدبر عن أمثال طريقة علي وتقبل على أمثال طريقة معاوية وكيف كانت المشكلات كلها والاضطرابات في الاماكن التي تحت سيطرة علي لا معاوية .لذلك كان انتصار معاوية اقرب بسبب كل تلك الظروف قبل ان يذهب الى ما يملكه معاوية من قدرات

يذهب الى تحليل امكانيات معاوية فيبدأ بالدهاء فيصنف الدهاء لنوعين دهاء عقلي ودهاء للمال او باستخدام الوسائل والاخير هو دهاء معاوية .. والدهاه حسب العرب اربعة عمرو بن العاص للبديهة و المغيرة بن شعبة للمعضلات وزياد بن ابيه اي ابن ابو سفيان لكل كبيرة وصغيرة و معاوية ابن ابو سفيان للروية او الحلم هو يتفق معهم على ذللك عند الاجمال ... ويعتبر دخول هؤلاء الثلاثة في بيعة معاوية كان لدهاءهم هم وليس لدهاء معاوية اذا اخذوا منه اكثر مما اعطوه او توافقت مصالحهم ويذكر المواقف التي جمعتهم فمثلا المغيرة كان على الكوفة وعلم بعزم معاوية على عزله فقابل يزيد بن معاوية فحرضه على طلب ولاية العهد من ابيه فهو احق بها اذ لم يبق الا جيل الابناء وهو افضلهم ووصلت معاوية فاعجب بذلك وعرض عليه المغيرة ان يمهد لذلك في الكوفة والبصرة فكان سببا في بقائه حينا على ولايتها و رفع مكانته عند يزيد ان تولى ..

اذا يقول العقاد ان دهاء معاوية في الترتيب هو اخر الاربعة ولم يكن خالصا لعقله ولكن كان لاتقانه استخدام الوسائل مثل استخدام  المال  وتعيين الولاة  وتلك الوسائل تنفع مع طلابها فلم تنفع مع اخرين مثل عبد الله بن عمر مثلا وابن عباس ض .. ثانيا استخدام وسيلة التفرقة او الايقاع بين خصومه حتى في بيته من بني أمية سفيانيين ومروانيين  ..و بين المهاجرين والانصار .. بين العرب اليمنية والمضرية .. وعرب وموالي و بين غير المسلمين فكانت وسيلة لعدم تكون جبهة موحدة ضده بل يبقى له اعوان ولتضعف جبهة عدوه ثالثا يذكرها ولكنه غير جازم بها وهي استخدامه لوسيلة الاغتيال للتخلص من خصومه ...

   ثانيا الحلم وهي ثاني المناقب التي اشتهر بها معاوية .. يفرق العقاد بين الحلم والروية أو بطئ الغضب .. فالحلم هو وجود الغضب مع القدرة على كبحه اعلاء لقيم او مصالح اسمى فالحلم الذي يكبح ويتحكم في الغضب مثل التعفف مع الرجولة والشهوة .. ويرى العقاد ان معاوية لم يكن حليما ولكنه كان رويا لأنه أصلا لم يكن غضوبا فتلك صفة ورثها كما ساعد عليها طبيعته الجسدية و ترهله اي كانت سياسة الجالس الهادئ وليس الفارس حسب زعم العقاد ثانيا انه كان يطلب جاه قومه الاجتماعي والسيادة الاجتماعية التي نشأ عليها وعاشها لا سيادة الزعامة ولذلك كان لا يواجه بالغضب بل باللين فالاولى فيها تساهل ومهادنة حتى يحتفظ بالمكانة التي يريدها بينما الثانية عدم خضوع اي السيادة المطلقة وهنا من استنتاج العقاد  فان كان العقاد يصف معاوية بالاولى فقد حصل معاوية بل بني أمية على الثانية ايضا اي المكانة الاجتماعية والسلطة المطلقة التي لا تراعي ولا تستمد مكانتها من سلطة اخرى تهادنها الا ان كان يقصد فترة معاوية فقط فهو يريد ان يقول ان حلمه كان وسيلة للحفاظ على المكانة الاجتماعية في ظل وجود زعامات كثيرة

و عموما يذكر العقاد أنها اي الحلم صفة مشهورة متكررة جدا  في التراث عن أمير المؤمنين معاوية .. وأنها صفة لها جذورها القومية فاشتهر بها أمية قبل الاسلام وافتخر بها معاوية بعد الاسلام عن ابوه ابو سفيان صخر بل وغالى معاوية في التمسك بتلك الصفة رغم انتقاد المقربين له بسبب تساهله ولينه فقد تفهم ضعفا وجبنا ..  الا انه مازال متمسكا بحلمه الذي لا يراه العقاد حلما بل يراها مثل البرود الشخصي  .. الا ان العقاد يزيد انها صفة متعمدة او مصطنعة او طبيعة في شخصيته ولكنه استغلها اعلاميا وعمل على نشرها عنه بتمهيد او افتعال مواقف يضع نفسه فيها موقف المتطاول عليه ليظهر حلمه الشديد  ..

   فاتخذ الحلم منقبه لتواجه منقبة علي في الشجاعة والصلاح  وهذا تأويل العقاد ونبشه لنفسية معاوية اعتمادا على روايات لمواقف في كتب التراث المشهورة كالعقد الفريد وتاريخ الطبري ولكن هل كلها فعلا روايات صحيحة سندا غير ان العقاد جرد الحلم من ثيابه ومع اعترافه بمغالاة معاوية في حلمه وتحمله ردود افعال شديدة وهو رجل الدولة الاول الا انه يحسب لمعاوية كحاكم انه قد اختار الحلم طريقا لا البطش وكان يجب الوقوف هنا .. الا ان العقاد استمر ليتوغل في النيات معتمدا على تحليله لبعض المواقف هل كان حلما نابعا عن صدق او اصطناع هو يراه مصطنع وقد شاب معاوية نتيجة المجهود الذي يبذله في تحمله لتبعات تمسكه بلينه ورويته  .. وفي واقعة قتل معاوية التابعي او الصحابي حجر بن عدي  اختار العقاد قصة مختصرة انه تعدى على الخطيب حينما استطالت خطبته فكاد  ميقات الصلاة ينقضي الا ان اخبار اخرى توضح جانب آخر أنه كان من شيعة الطالبيين مطالبا بامارتهم وجهر بذلك قولا وفعلا فامر بقتله لانه الامير الذي عليه الاجماع وعموما النقطة هنا ان العقاد اختار رواية معينة بنى عليها تحليله النفسي وميزانه لشخصية وقدرة معاوية وهكذا دواليك احيانا يكون مستندا على خبر له سند قوي و احيانا لا وبالتالي يكون استنتاجه فيه مشكلة ..

الخلائق الأموية هو اصطلاح عند العقاد مرادفه الخلائق الدنيوية النفعية اي هي صفات شخصية ونفسية واعمال في حب النعمة والرغد فمنهم الى جانب ذلك من الصالحين مثل امير المؤمنين عثمان بن عفان و أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ض والى حد ما معاوية ض ومنهم من هو غير ذلك وهم اغلب البقية ومنهم معاوية حسب زعم العقاد .. ويسوق الامثلة التي توضح تلك الصفات النفعية الدنيوية فيقول ان امير المؤمنين عثمان كان مزواجا .. والثانية حبه لامتلاك المباني  .. والثالثة حبه لإغداق النعمة على أقربائه .. والرابعة حبه لأجود الطعام طالما من ماله الخاص ..

   واما عن عمر بن عبد العزيز فكان اكثر الناس تزينا وتعطرا  اهتماما بالمظهر الشخصي وله مشية خيلاء مشهورة عنه ثم تحول الى ناسك زاهد فينسب العقاد ذلك الى صلته بفرع عمر بن الخطاب .. واما باقي بني امية فاكثرهم تشددا في تلك الخليقة الاموية هو سلمان بن عبد الملك فكان مقبل على شهوة الطعام واللبس والاعجاب بنفسه وكل في اسراف  ومعاوية فيه كل ذلك باسراف اقل وينسب العقاد ذلك لقرب صلته بزمن النبي وصحبته .. كما نزع العقاد من معاوية صفة الحلم وهي اشهر مناقبه نزع عنه صفة الفروسية والشجاعة ونسبه لذلك السبط من بني أمية ممن تدربوا على الزعامة والتدبر لا على الفروسية وان كان العقاد محق هنا ولا ينفي ذلك صفة الشجاعة عند معاوية  .. اما في مقتل ذو النورين عثمان يرى العقاد ان معاوية استغل امير المؤمنين عثمان اثناء خلافته ولم ينصره عندما طلب النجدة من ولاته واستغل طلب دم عثمان لينافس على الملك ويستدل بذلك لروايات ذكرها الطبري في لقاء معاوية الاخير مع  امير المؤمنين عثمان رضي الله عنهما  .. ولا ينفي العقاد اسلام معاوية بل يرى صدق اسلامه وكذلك عمرو بن العاص فهناك ما يدل على ذلك ولكنه ينسب كل ما سبق للطبائع الشخصية .. ومن ناحية اخرى يشكك العقاد في كتابة أمير المؤمنين معاوية للوحي بشكل خاص او تلقيه من النبي ص بعد نزوله مباشرة وان أكد الكتابة للنبي ص بشكل عام

وبخصوص معركة صفين يرى ان فكرة التحكيم كانت خدعة من جانب كاد يهزم وهو جانب معاوية مع ان الطلب نفسه كان له مبرر فاستمرار المعارك ستفرز منتصرا يفقد معظم رجاله ومهزوم يفقد كل رجاله .. وبخصوص عام الجماعة اي 41 هجرية يرى العقاد انه من الجهل اطلاق هذا الاسم لمجرد ان فيه تم توحيد كلمة المسلمين تحت أمير أو خليفة واحد لانه بالعكس تفرقت الكلمة دون رجعة وتعدد الفرقاء داخل المعسكر الواحد ويرى ان تلك كانت من سياسات معاوية وان كان الظاهر انه قد عم الاستقرار ولكنه مثل النار تحت الرماد او كما يسميها سياسة او قدرة الشوط القصير اي انها ان نجحت وجلبت منافع لفترة قصيرة ولكن تظهر نتائجها السلبية بعد زمن  وقد تجذرت .. فعمل على احداث التفرقة كي لا ينازعونه جميعا ولكي لا يبطش هو بل ليبطش من فرقة هم عدوه يشعل العداوة بين المتنافسين ففرق بين البيت الاموي وبين العرب يمانية وقيسية وبين المسلمين عرب موالي وغير ذلك من زعم العقاد ..

فالعقاد بشكل عام غير راضي عن مؤرخي ذلك العصر ولرأيه منطق .. غير انه اذ يحلل ويزن شخصية ومناقب امير المؤمنين معاوية فقد تحامل عليه الى حد كبير واهمل اخبار  كثيرة مهمة واختار اخبار بعينها ذكر كثيرا مصدرها لكن لم يوضح مدى قوتها  وصدقها  وان وصف نفسية بني أمية بشكل عميق ومنطقي .. لاشك أن شخصية وايمان معاوية ليس كشخصية ولا ايمان علي رضي الله عنهما .. فعلي هو رابع الخلفاء الراشدين وكلاهما مسلم وصحابي وشخصية علي متفوقة  على شخصية معاوية وان خدمت الظروف معاوية كما قال الاستاذ العقاد ..  وقد اعترف معاوية بذلك كما ذكر العقاد في مكانته في الامة فقال هو خير مني  .. ولكن سلم الايمان طويل وسلم المناقب طويل  طويلة درجاته .. في مكان ما بالقرب من القمة تجد علي وفي مكان ما أدنى قليلا تجد معاوية وكلاهما على نفس ذلك السلم الايماني والسلم المناقبي  .. إلا أن الأستاذ العقاد شديد التحامل على شخصية معاوية رضي الله عنه فهو ما يسلم له بمنقبه حتى يعود فينبشها ويجردها من معناها فإن يسلم بحلم معاوية فيقول هو حلم الذي لا يغضب لا الكابح لغضبه .. واذ يسلم بقوته الشخصية ولكن هي قوة الجمل الصبور لا الاسد الجسور .. وفي دهائه ولكنه دهاء المستغل لما يملك من مال وسلطه لا دهاء العقل لذاته اذ يتفوق عليه باقي الاربعة الدهاه الذين اطاعوه لانهم استفادوا منه .. واذ يسلم له حفظ الامانة وعدم تضييع الأمة وضبط الدولة وحدودها   فيجعله فعل من يحمي بيته وضياعه ويورثها لولده .. واذ يسلم انه كتب للرسول ولكن يشكك في كتابته للوحي على الاخص .. ورغم ذلك هو يرى صدق اسلامه ولكن تلك كانت طباعه التي لازمته وقدراته  كما وزنها العقاد  .




No comments:

Post a Comment